عدد الرسائل : 253 العمر : 44 البلد : السويس دعاء :
موضوع: محاضرات الشيخ محمد حسان الثلاثاء 30 أكتوبر 2007 - 3:49
وجوب الإعداد الإيماني قبل الجهاد
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم بارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد: ففي الحقيقة أن دروس الدار الآخرة دروس هامة جداً، وقد يظن بعض إخواننا أنها دروس بعيدة عن الواقع، ولكننا ندين الله عز وجل بأن هذه الدروس هي من صلب هذا الواقع المرير؛ لأننا نعتقد أن الأمة لن تعود إلى كرامتها وإلى عزتها وإلى مجدها إلا إذا عادت ابتداءً إلى الله، ووالله! لو قعدت ألف سنة تشجب فغير ممكن أبداً أن تزول المستوطنات التي في القدس الشريف بالشجب، بل ستبنى رغماً عن أنف مليار مسلم؛ لأن الأمة كلها لا تجيد إلا أن تقول في (المانيتات): نشجب ونستنكر، وحتى إن منا من لا يشجب ولا يستنكر! فيا أخي! نحن أمة غابت عن الله.. أمة ابتعدت عن الله.. أمة انغمست في الشهوات والملذات.. أمة أصبحت تعبد الدنيا إلا من رحم ربك. وأنا أقول لإخواننا دائماً: لو سألنا أنفسنا: من منا يا إخواننا! الذي يدعو في كل سجدة للأمة أن يردها الله إلى الدين، وأن يرد إليها الدين، وأن يرد إليها الأقصى الكريم؟! وفي الجواب أقول: هذه أمة بخلت بالدعاء، فهل تجود بالأموال والدماء؟! الجواب: ممكن أنها أيضاً لا تجود، إلا من رحم الله. فيا شبابنا! نريد أن نتعلم أن الجهاد لابد له من إعداد، وأول خطوة على طريق الإعداد هي الإيمان. وأنا أفهم الواقع فهماً جيداً جداً، لكن ربنا لما أمر بالجهاد أمر المؤمنين فقال: [url=]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ[/url] * [url=]تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ورسوله[/url] [الصف:10-11] فأمرهم بالإيمان مع أنه أثبت لهم الإيمان، وبعد الإيمان قال: [url=]وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ[/url] [الصف:11] فأثبت لهم عقد الإيمان فقال: يا أيها الذين آمنوا هل تريدون أن أدلكم على تجارة تنجيكم من العذاب والخزي في الدنيا والآخرة: تؤمنون بالله، وبعد الإيمان بالله تجاهدون؛ إذ ليس ممكناً أن يرفع السيف من لا يعرف الله، وأصحاب النبي إنما انتصروا بالإيمان. وحتى لا يقول قائل: الشيخ في وادٍ والأمة في وادٍ أقول: الصحابة انتصروا؛ لأن الواحد منهم كان يدخل المعركة وهو يبحث عن الموت؛ والذي يدخل معركة وهو ينقب عن الشهادة وينقب عن الموت مؤمن بالله، والدنيا وإن طالت فهي قصيرة، إنما الآخرة هي الباقية. ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ([url=]والذي نفس محمد بيده! لا يقاتلهم اليوم رجل وهو صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا أدخله الله الجنة، قوموا لجنة عرضها السماوات والأرض[/url]</FONT>)، كان أحد الصحابة قد أخرج تمرات يريد أن يأكلها حتى يقوي نفسه على القتال، فعندما سمع كلام النبي عليه الصلاة والسلام حرك قلبه. وأنا أقسم برب الكعبة -وأنا أعي ما أقول- إن هناك ممن ينتسبون إلى الإسلام الآن لو خرج إليهم النبي فكلمهم لكذبوه! فانظر إلى الكلمة لما قيلت كيف عمل الصحابي؟! رمى التمرات، وقام وهو يقول: (بخٍ بخٍ؛ جنة عرضها السماوات والأرض؟!) ما بيني وبين الجنة إلا أن ألقي بهذه التمرات وأن أنطلق في صفوف القتال لأقاتل فأقتل لأكون من أهلها، فرمى التمرات وقال: والله لئن حييت حتى آكل هذه التمرات إنها لحياة طويلة). هؤلاء هم أهل الإيمان يا إخواننا! والعلماء كم لهم من سنة وهم ينفخون في قربة مقطوعة؟! لا يوجد إيمان إلا من رحم ربك في أفراد قلائل، أسأل الله أن يجعلنا منهم. </FONT>
التعبئة الحقيقية للجهاد هي برجوع الأمة إلى الدين
إن التعبئة الحقيقة للجهاد هي أن نرد الأمة من جديد إلى الله، هو هذا الطريق الذي ندين الله به: أن تُربى الأمة على القرآن والسنة، حتى لو قعدنا ألف سنة؛ لأنه لا طريق إلا هذا الطريق، فلا برلمانات ولا انتخابات أبداً، الطريق للتغيير هو طريق النبي محمد بن عبد الله؛ فقد بدأ بمجموعة وأفراد قلائل، كان يجتمع بهم في دار الأرقم بن أبي الأرقم ، فرباهم على القرآن وعلى السنة، وعلى الإيمان واليقين؛ حتى أخرج من هؤلاء الرجال الأبطال من أقام على أكتافهم للإسلام دولة من فتات متناثر، فإذا هي بناء شامخ لا يطاوله بناء، أذلت هذه الدولة المسلمة الأكاسرة، وأهانت هذه الدولة القياصرة، وغيرت مجرى التاريخ في فترة لا تساوي في حساب الزمن شيئاً على الإطلاق! فبهؤلاء وعلى أكتافهم أقام النبي علم الإسلام، فهذا هو الطريق الذي إذا سلكناه وصلنا إلى ما وصلوا. فعليك يا أخي أن تربي، وليس لك دخل بالنتيجة، حتى ولو قعدت مائة سنة أو مائتي سنة؛ فالنتيجة ليست لك وليست لي وإنما وظيفتك أن تعمل فقط، ولا يهمك هل الشريعة تطبق في مصر أو لا تطبق؟ فإن ربنا لن يسألك عن تطبيق الشرع، وإنما سيقول لك: أنت عملت ماذا؟ أنت بذلت ماذا؟ أنت كنت سلبياً أو كنت إيجابياً؟ بذلت لدين الله على قدر استطاعتك أو كسلت؟ فعليك أنت أن تعمل وتجتهد، فتربيتك لنفسك هي على درب الفتح إن شاء الله، وتربيتك لأولادك بذر في طريق الفتح، وتربيتك لزوجتك بذر في طريق الفتح، وتصحيح العقيدة والإيمان بذر في طريق الفتح، هو هذا السبيل. فعلينا أن نعمل ولو قعدنا مليون سنة، والواقع الآن خير شاهد؛ فإن كنا دائماً ممن يدندن دائماً على الواقع وعلى فقه الواقع وعلى فهم الواقع فإن الواقع يصدق ما نقوله الآن، فلا طريق إلا هذا الطريق، وأما النتائج فهي على الله، قال عز وجل: [url=]وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ[/url] [التوبة:105] فعليك أن تكون صحيح الإيمان، وأن تدعو غيرك إلى الرحمن جل وعلا وإلى سنة النبي عليه الصلاة والسلام بحكمة ورحمة وموعظة حسنة.
ام حبيبه عضوة مشاركة
عدد الرسائل : 253 العمر : 44 البلد : السويس دعاء :
موضوع: رد: محاضرات الشيخ محمد حسان الثلاثاء 30 أكتوبر 2007 - 3:50
مراحل تغيير المنكر
وأريد أن أقول يا إخوان: إن العنف دائماً يهدم ولا يبني، فإذا قال قائل: فماذا أعمل؟ وأنا أريد أن أغير المنكر؛ وقلبي يحترق، فكيف أغيره؟ فنقول: إن قدرت أن تغير بيدك بحيث إن المعروف الذي يترتب على إنكارك يكون أكبر من المنكر نفسه فغير بيدك، فإن كان هذا الولد أو هذه البنت لك عليها سلطان فأنكر عليه ولو بالقوة، أما إذا كان إنكار المنكر سيترتب عليه منكر أكبر فلا تغيره؛ لأن ربنا أخبر أنه لا يكلف نفساً إلا وسعها. فلا تحسب نفسك عنترة بن شداد ؛ وإنما كن فاهماً للواقع وفاهماً للشرع، فإذا لم تستطع التغيير باليد فالنبي صلى الله عليه وسلم وضع لك مخرجاً فقال: ([url=]من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه[/url]</FONT>). فعليك أن تمسك هذا الولد أو هذه البنت وتكلمهما بكلمتين طيبتين، وترغبهما وترهبهما وتذكرهما بالله. </FONT>
الأصل في الكبائر التوبة
وأقول لك أيها الأخ كلمة لو دفعت لي أموال الأرض فإنها لا تزن هذه الكلمة، هذه الكلمة هي لشيخ الإسلام ابن تيمية</FONT> طيب الله ثراه، يقول: (الأصل في الكبائر التوبة، وليس إقامة الحد!). يعني: إن وقعت في كبيرة وربنا ستر عليك فاستر على نفسك، وتب إلى الله. فإن قال قائل: هذا ماعز</FONT> جاء بنفسه إلى النبي بعدما ارتكب كبيرة الزنا، ولم تأتِ به شرطة ولا هيئة أمر بمعروف، وإنما جاء يقول للنبي: طهرني يا رسول الله! فجاء معترفاً؛ والاعتراف سيد الأدلة، فأقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال له: ([url=]ويحك! ارجع فاستغفر الله، وتب إليه[/url]</FONT>)، فدل هذا على أن الأصل في الكبائر التوبة، وليس إقامة الحد. فرجع ماعز</FONT> ولم يقدر، لأنها قلوب تربت على الإيمان؛ أما اليوم فأحدنا يركب الحافلة العامة، وتراه يقطع السفنج، أو يسرق حديدة أو يسرق مسنداً ويقول لك: هذا مال سائب! وآخر يذهب إلى الوظيفة فيقعد ساعة ويعود، ويقول لك: على قدر فلوسهم! سبحان الله! فانظر الفرق الكبير؟! فـماعز</FONT> رجع مرة ثانية وقال: (يا رسول الله! طهرني) فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم مرة ثانية: ([url=]ويحك! ارجع فاستغفر الله، وتب إليه[/url]</FONT>) فيرجع ماعز</FONT> ثم يجيء في اليوم التالي ويقول: (يا رسول الله! طهرني). فيقول له: ([url=]ويحك! ارجع فاستغفر الله وتب إليه[/url]</FONT>) ويرجع ماعز</FONT> وهو مصر على قوله، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: ([url=]أبه جنون؟! قالوا: لا، يا رسول! فقال: هل شرب خمراً؟ فقام واحد من الصحابة فاستنكهه فلم يجد منه رائحة الخمر، فأمر النبي عليه الصلاة والسلام بإقامة الحد عليه[/url]</FONT>). فلما وصل الأمر إلى ولي الأمر واعترف بهذه الصورة أقيم عليه الحد. ومن أعجب ما قرأت أنه جاء بعض الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لقد هرب يا رسول الله ونحن نرجمه. فقال المصطفى: ([url=]هلا تركتموه؟![/url]</FONT>) يا سبحان الله! انظر إلى عظمة هذا الدين! فإذا منّ الله عليك بأنك تستطيع أن تغير المنكر بيدك بدون مفاسد فغير، ولكن بالضوابط، فإذا لم تستطع فغير بلسانك بكلمة طيبة رقيقة، فإذا لقيت واحداً في معصية فذكره بالله، وذكره بالجنة والنار. وأنا أريد أن أقول: جل الناس في قلبوهم الخير يا إخواننا! والله ما من مكان نتحرك إليه إلا ونرى الخير، وما من مكان نذهب إليه إلا نرى الشباب قبل الشيبان يتسابقون إلى الرحمن، والله إننا نجد آلافاً مؤلفة من الشباب يحضرون بين أيدينا في كل مكان نذهب إليه، بل يحضر عشرات الآلاف بدون مبالغة؛ فالناس مقبلة على الله، والناس ملوا من المعاصي والذنوب، وملوا من الكذب والدجل السياسي والإعلامي، وأصبح الناس يريدون أن يرجعوا إلى الله. فهل يرجعهم غيركم أيها الدعاة؟! القاعدة لو بقيت كلها مسلمة لصلحت أحوال الأمة؛ وتصور لو أن الغالبية في مصر أسلمت لله إسلاماً حقيقياً، وأذعنت وانقادت وآمنت، فإن الحكومة التي نريد أن تطبق فينا شرع الله لن تأتي من المريخ، وإنما تأتي من هذه القاعدة، فإذا كانت القاعدة تقول: إسلام، فلا حاكم على ظهر الأرض يستطيع أن يقول: لا، أنا أريد أن أحافظ على الكرسي، فإذا كانت القاعدة تريد إسلاماً فسيكون إسلاماً، ومن تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، فإذا لم تقدر أن تغير بلسانك فغير بقلبك.
شروط التغيير بالقلب
التغيير بالقلب يكون بشرطين: الشرط الأول: أن يرى الله منك بغضك لهذا المنكر، فلا تقعد أمام التلفزيون تشاهد الفيلم الداعر أو المسلسل الفاجر وحين يجيء فيه مشهد راقصة عارية تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله! لا حول ولا قوة إلا بالله! فأنت بهذا تضحك على نفسك، وهذا كلام لا يليق على الإطلاق. فأول شرط من شروط الإنكار بالقلب أن يحترق قلبك عند أن ترى منكراً والشرط الثاني من شروط التغيير بالقلب: أن تفارق المكان الذي يرتكب فيه المنكر؛ لأنك عاجز عن تغييره، فإذا كنت قاعداً في مجلس فيه الغيبة والنميمة التي أصحبت فاكهة المجالس فانههم، وقل لهم: اتقوا الله يا إخوان! وكل واحد يمسك لسانه، فإن لم يستجيبوا لك أو لم تستطع أن تغير فقم من هذا المجلس. وبعض الناس ورع عن الحرام، لكنه لسانه ينهش في أعراض الأحياء والأموات، فاتقوا الله! أيها الإخوة؛ فإن الأمر كما قال جل وعلا: [url=]مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ[/url] [ق:18]، فكل كلمة تسجل على قائلها. فإذا رأيت جماعة مصرين على الغيبة أو النميمة فقم فوراً، وانتبه أن تجلس، قال عز وجل: [url=]وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ[/url] [الأنعام:68]، ومن رحمة ربنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى إنكار القلب جهاداً، وفي هذا تسلية للمسكين الذي لا يقدر أن يغير بيده ولا بلسانه، فمن كان كذلك فليغير بقلبه؛ وهذا رحمة من الله بك أنك لو أنكرت المنكر بقلبك فأنت أيضاً مجاهد في سبيل الله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ([url=]ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا وكان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنه تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن[/url]</FONT>). وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. والحمد لله رب العالمين.
عدل سابقا من قبل في الثلاثاء 30 أكتوبر 2007 - 3:54 عدل 1 مرات
ام حبيبه عضوة مشاركة
عدد الرسائل : 253 العمر : 44 البلد : السويس دعاء :
موضوع: رد: محاضرات الشيخ محمد حسان الثلاثاء 30 أكتوبر 2007 - 3:52
خروج يأجوج ومأجوج بين يدي الساعة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح للأمة، فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد: فحياكم الله جميعاً أيها الآباء الفضلاء! وأيها الإخوة الأحباب الأعزاء! وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً، وأسأل الله الكريم جل وعلا الذي جمعنا وإياكم في هذا البيت المبارك على طاعته، أن يجمعنا وإياكم في الآخرة مع سيد الدعاة، إنه ولي ذلك والقادر عليه. أحبتي في الله! في رحاب الدار الآخرة: سلسلة علمية هامة تجمع بين المنهجية والرقائق، وبين التأصيل العلمي والأسلوب الوعظي؛ الهدف منها: تذكير الناس بحقيقة الدنيا؛ للإنابة والتوبة إلى الله جل وعلا، قبل أن تأتيهم الساعة بغتة وهم يخصمون، فلا يستطيعون توصية، ولا إلى أهلهم يرجعون. وهذا هو لقاؤنا السادس من لقاءات هذه السلسلة، وكنت قد تحدثت في اللقاءين الماضيين عن علامتين من علامات الساعة الكبرى، ألا وهما: الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، وحديثنا اليوم -إن شاء الله تعالى- عن علامة أخرى من هذه العلامات الكبرى التي ذكرها المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح، الذي رواه مسلم من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري</FONT> قال: ([url=]اطلع علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر، فقال المصطفى: ما تذاكرون - أي: في أي شيء تتحدثون وتتكلمون- فقالوا: نذكر الساعة يا رسول الله! فقال المصطفى: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، وهي: الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم[/url]</FONT>). تكلمنا عن الدجال وعن نزول عيسى عليه السلام، وحديثنا اليوم -إن شاء الله تعالى- عن يأجوج ومأجوج. وكعادتنا حتى لا ينسحب بساط الوقت من بين أيدينا سريعاً، فسوف أركز الحديث -مع حضراتكم اليوم- عن يأجوج ومأجوج في العناصر التالية: أولاً: تأصيل لغوي وشرعي مختصر. ثانياً: بعث النار. ثالثاً: ذو القرنين</FONT> ويأجوج ومأجوج. رابعاً: خروجهم بين يدي الساعة. وأخيراً : عيسى بن مريم والدعاء المستجاب. فأعرني قلبك وسمعك أيها الحبيب! والله أسأل أن يجعلني وإياكم جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب.</FONT>
تأصيل لغوي وشرعي مختصر
أولاً: تأصيل لغوي وشرعي مختصر: أيها الأحبة! لقد أورد كثير من المؤرخين والمفسرين أخباراً عجيبة، وروايات غريبة عن يأجوج ومأجوج، ذكروا في هذه الروايات والأخبار أصلهم، ونسبهم، وأشكالهم، وألوانهم، ومكانهم!! وهذه الأخبار والروايات لا تعدو أن تكون مجرد خرافات وأوهام وخيالات وأساطير؛ لأنها أُخِذَت من الإسرائيليات، أُخِذَت من غير المصادر اليقينية، أي: القرآن والسنة الصحيحة النبوية، ولا يجوز ألبتة لأحدٍ أن يتكلم في مثل هذه الأمور الغيبية إلا بالدليل الصريح من القرآن، أو بالدليل الصحيح من سنة النبي عليه الصلاة والسلام. فلسنا في حاجة -على الإطلاق- لأن نلهث وراء الإسرائيليات والأخبار العجيبة والموضوعة، لنتكلم عن يأجوج ومأجوج أو عن ذي القرنين</FONT> ، وإنما يجب علينا جميعاً أن نقف عند النص اليقيني في كتاب ربنا، وفي سنة الحبيب نبينا؛ ففيهما الغنى، فلو علم الله في الزيادة -عما ذكر في القرآن، وعما ذكره المصطفى- خيراً لذكرها لنا. إذاً: فلنقف أمام النص القرآني، وأمام الحديث النبوي الصحيح، من كلام الذي لا ينطق عن الهوى، صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبعد هذه الكلمات أقول: يأجوج ومأجوج أُمَّتَانِِ من البشر من ذرية آدم عليه السلام، يتميزون على بقية البشر بالاجتياح المروع، والكثرة الكاثرة في العدد والتخريب، والإفساد في الأرض بصورة لم يسبق لها مثيل!! وقال المحققون من أهل اللغة -نقلاً عن ابن منظور</FONT> في لسان العرب وغيره من أهل اللغة-: يأجوج ومأجوج اسمان أعجميان مشتقان من أجيج النار، أي: من التهابها، ومن الماء الأجاج: وهو الشديد الملوحة والحرارة. فشبَّهوهم بالنار المضطرمة المتأججة، وبالمياه الحارة المحرقة المتموجة؛ لكثرة تقلبهم، واضطرابهم، وتخريبهم، وإفسادهم في الأرض. هذا هو التأصيل الذي لابد منه بداية؛ حتى لا نعطي لخيالنا العنان؛ لنلهث وراء الخرافات والأساطير والأوهام.
من هم بعث النار؟
لذا أخبرنا المصطفى أن يأجوج ومأجوج هم بعث النار يوم القيامة، وهذا هو عنصرنا الثاني من عناصر اللقاء: ولن تجد عندي اليوم إلا آية أو حديثاً صحيحاً عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، كما فصلنا وقررنا في أول لقاء. ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري</FONT> رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ([url=]يقول الله تعالى يوم القيامة: يا آدم! فيقول آدم: لبيك وسعديك والخير في يديك، فيقول الله جل وعلا: أَخْرِج بعث النار -أي: من أمتك- فيقول آدم عليه السلام: وما بعث النار يا رب؟! -تدبر- فيقول الملك: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون -اللهم سلم سلم!! من كل ألف في أرض المحشر تسعمائة وتسعة وتسعون إلى جهنم- إلى النار،فشق ذلك على أصحاب النبي المختار[/url]</FONT>) وفي رواية: ([url=]فيئس القوم، حتى ما أبدوا بضاحكة[/url]</FONT>) وفي رواية: ([url=]فبكى أصحاب المصطفى وقالوا: يا رسول الله! وأينا ذلك الواحد؟[/url]</FONT>) -رجل من الألف ينجو من النار فأينا ذلك الرجل؟- فقال المصطفى: ([url=]أبشروا! أبشروا!فمن يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون ومنكم واحد، ثم قال المصطفى: والذي نفسي بيده! إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة! فكبرنا!! -كبر أصحاب النبي، أي: قالوا: الله أكبر، أمة النبي من بين جميع الأمم تشغل ربع أهل الجنة، فكبر أصحاب النبي، أي: قالوا: الله أكبر- ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة. فكبرنا!! فقال المصطفى في الثالثة: والله إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة[/url]</FONT>).
أمة النبي أمة مرحومة وميمونة
أمة النبي أمة مرحومة.. أمة النبي أمة ميمونة. قال الشاعر: ومما زادني فخراً وتيهاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وأن أرسلت أحمد لي نبيا اسجد له شكراً أنك من أمة الحبيب محمد، فأمة المصطفى أمة مرحومة أثنى عليها ربها، وأثنى عليها نبيها صلى الله عليه وسلم . قال الله لها: [url=]كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ[/url] [آل عمران:110]، وقال الله لها: [url=]وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا[/url] [البقرة:143] وقال في حقها المصطفى الصادق -والحديث رواه الترمذي</FONT> و أحمد</FONT> و ابن ماجة</FONT> بسند حسن: ([url=]أنتم موفون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله جل وعلا[/url]</FONT>). بل وفي صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري</FONT> أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: ([url=]يدعى نوح يوم القيامة، فيقال له: يا نوح! هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم، يا رب! فيدعى قومه، ويقال لهم: هل بلغكم نوح؟ فيقول قوم نوح: لا، ما بلغنا، وما أتانا من نذير، فيقول الحق جل وعلا -وهو أعلم-: من يشهد لك يا نوح! أنك بلغت قومك؟ فيقول نوح: يشهد لي محمد وأمته، يقول المصطفى: فتدعون، فتشهدون له بالبلاغ، ثم أدعى فأشهد عليكم. وذلك قول الله جل وعلا: [url=]وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا[/url] [البقرة:143][/url]</FONT>) بل ومن الأحاديث الممتعة التي تبين فضل السابقين واللاحقين من أمة سيد النبيين: ما رواه البخاري</FONT> و مسلم</FONT> من حديث أبى هريرة</FONT> : ([url=]أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة يوماً -أي: لزيارتها- فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، أنتم السابقون وإنّا -إن شاء الله- بكم لاحقون. ثم قال الحبيب: وددت أنَّا قد رأينا إخواننا. فقال الصحابة: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: بل أنتم أصحابي، وإخواننا قوم لم يأتوا بعد. فقال الصحابة: فكيف تعرف من لم يأتِ بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال المصطفى: أرأيتم لو أن رجلاً له خيلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَة -والغرة: الشعر الأبيض في جبين الفرس، والتحجيل: الشعر الأبيض حول ساق أو قدم الفرس يخالف لون الشعر في الفرس كله، كأن يكون الفرس أسود اللون فالغرة تكون باللون الأبيض- بين ظَهْرَي خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ -أي: سود- ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى، يا رسول الله! فقال المصطفى: فأنا أعرفهم يوم القيامة غراً محجلين من أثر الوضوء[/url]</FONT>) فأمة النبي أمة مرحومة. أما حينما خاف الصحابة، وقالوا: يا رسول الله! أينا ذلك الواحد؟! فقال: أبشروا! فمن يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون ومنكم واحد؛ فإنما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين الطبيعة الشريرة والسيئة لهاتين الأمتين الخبيثتين: يأجوج ومأجوج، وليبين المصطفى في الوقت ذاته الطبيعة الخيرة الكريمة المباركة لأمة الحبيب محمد، نسأل الله عز وجل أن يحشرنا وإياكم جميعاً تحت لوائه، وأن يسقينا بيده الشريفة شربة هنيئة ولا نظمأ بعدها أبداً، إنه ولي ذلك والقادر عليه. أزيدك بياناً عن طبيعة يأجوج ومأجوج بعد أن أقف -مع حضراتكم- مع هذا الحوار الجميل بين ذي القرنين، وقوم تعرضوا للفساد والإيذاء على أيدي يأجوج ومأجوج، وهذا هو عنصرنا الثالث بإيجاز.
ام جنه إدارة المنتدى
عدد الرسائل : 3944 العمر : 43 البلد : مصر العمل/الترفيه : محفظة قرءان دعاء :
موضوع: رد: محاضرات الشيخ محمد حسان الثلاثاء 6 نوفمبر 2007 - 6:33
بارك الله فيكي ام حبيبه متابعين معكي
المستبشرة المديرة العامة
عدد الرسائل : 933 العمر : 51 البلد : المدينة المنورة دعاء :
موضوع: رد: محاضرات الشيخ محمد حسان الخميس 8 نوفمبر 2007 - 22:21
بارك الله فيكِ إستمري حفظك الله
نسيم الجنة إدارة المنتدى
عدد الرسائل : 1748 العمر : 52 البلد : مصر دعاء :
موضوع: رد: محاضرات الشيخ محمد حسان الثلاثاء 8 يناير 2008 - 10:13
ماشاء الله الشيخ محمد حسان علامه و اسلوبه رائع
جوزيتى خيرا يا ام حبيبه
وجاين مشرفة
عدد الرسائل : 471 العمر : 38 البلد : دمي سعودي المزاج : دوم بإذن الله فرحاااااااااااااانه دعاء :
موضوع: رد: محاضرات الشيخ محمد حسان السبت 19 يناير 2008 - 22:36
حررررررررررررررررررررررررام ليه ماأكملتي القصه أسلوب الشيخ راااااااااااااااائع وطرحه راااااااااااقي الله يحفظه للأمه الإسلاميه جمعاء ننتظر التكمله بفارغ الصبر
سدرة المنتهى عضوة نشطة
عدد الرسائل : 94 العمر : 47 البلد : مصر دعاء :
موضوع: رد: محاضرات الشيخ محمد حسان الخميس 31 يناير 2008 - 11:15
الله يجزيكى خير يا ام حبيبة وفى انتظار الباقى,,جعلة اللة فى ميزان حسناتك..
أم نضال ملكة جمال المنتدى
عدد الرسائل : 2259 العمر : 56 البلد : فلسطين المزاج : سعيدة دعاء :
موضوع: رد: محاضرات الشيخ محمد حسان السبت 15 مارس 2008 - 16:00