أحوال المدعوين في الدعوة التي يجب على الداعية إلى الله التنب

أحوال المدعوين في الدعوة التي يجب على الداعية إلى الله التنبه لها

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من استمرت دعوته بعد وفاته إلى أجل معلوم عند رب العالمين وبعد: فرسالتي هذه إلى الدعاة إلى الله - عز وجل - سواء أكان ذلك بالقول أو العمل أو القلم وغيره وهي مجموعة من العوامل التي لها آثار إيجابية في الدعوة إلى الله، منها ما هو نفسي ومنها ما هو اجتماعي وغيرها وهذه العوامل هي:

1 - إخلاص النية لله - سبحانه - في الدعوة إليه، وهذا أهم عامل وهو الذي بغيره تفشل بقية العوامل وأنها تذهب هباء منثورا، قال - تعالى -: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} [البينة: 5]

2 - عمر المدعو: هناك اختلاف من مدعو إلى آخر من حيث السن مما يترتب عليه الاختلاف في الأسلوب الدعوي للداعية بما يناسب عمر المدعو.

3 - اهتمامات المدعو: وذلك بإدخال الدعوة في اهتماماته لكي تكون مؤثرة وذلك بمراعاة الحاجات العضوية والنفسية والاجتماعية والإيمانية إلى المدعو.

4 - وقت المدعو: وذلك بتحري الوقت المناسب للدعوة سواء كان ذلك للداعي أو المدعو.

5 - مكان المدعو: وذلك بأن يكون في مكان مناسب.

6 - الرفق بالمدعو: عندما وجه الله - سبحانه - موسى وهارون - عليهما السلام - في دعوتهما إلى فرعون قال - سبحانه -: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} [طه: 44]..لاحظ أيها الحبيب أن المدعو هنا هو الطاغية فرعون ومع ذلك طلب الرفق معه، يقول - عليه الصلاة والسلام -: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه).

7 - التواضع مع المدعويين: فالتواضع موجب للرفعة ومحبب لدى الناس وفي هذا يقول - عليه الصلاة والسلام - في آخر الحديث: (وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) فالتواضع لله مرتبط بالتواضع للناس.

8 - التخطيط للدعوة: إن بعض الدعاة لا تنجح دعوتهم إلى الله؛ لأنه لم يخطط جيدا ولو تذكر بداية دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام لعرف التخطيط السليم.

9 - التجدد في الأساليب: وذلك بعدم الاقتصار على أسلوب واحد يمل منه حتى لو خطر أن يجرب عدة أساليب، يقول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا بالموعظة في الأيام مخافة السأم علينا).

10 - اختيار الأسلوب المناسب المؤثر في المدعو لدعوته وذلك في أساليب القرآن لدعوة الأقوام وهي:

1 - الترهيب. 2 - الترغيب. 3- القصة. 4 - المثل. 5- ذكر أحوال الأمم السابقة. 6 - بعض حقائق الغيب.

إن الداعية الناجح هو الذي يثير في السامعين أو القارئين مشاعر الانتباه والاهتمام.

ومن أساليب المصطفى - عليه الصلاة والسلام -:

1 - أسلوب الحوار.

2 - التعليم بالقدوة العلمية.

3 - انتهاز المناسبات: ومن ذلك أنه قدم على الرسول - صلى الله عليه وسلم - صبي، فإذا امرأة في السبي إذا وجدت صبيا في الصبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال - عليه الصلاة والسلام -: أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا وهي تقدر على ألا تطرحه.. فقال: لله أرحم بعباده من هذه بولدها)، تأملوا أيها الإخوة والأخوات استغلال الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا الموقف في بيان عظم رحمة الله - سبحانه -.

11 - تشويق المدعو وتحفيزه بأسلوب عرض المعلومة عليه أي التحدث إليه فالقرآن في بعض الأحيان يطرح، المعلومات بأسلوب التحفيز، مثل السؤال وذلك أن تكون المعلومة على هيئة سؤال مثل قوله - تعالى -: {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين (63) قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون} [الأنعام: 63 - 64].

وقد دلت الدراسات النفسية الحديثة على أن الإنسان محب للاستطلاع بطبعه.. يقول أحد علماء النفس: كلما كانت الأسئلة غير متوقعة وغير مألوفة كانت أكثر نجاحا في التأثير والجذب.

12 - الاقتصاد في القول بقدر الحاجة وذلك لكي لا تمل الأنفس من الكلام الطويل قال - عليه الصلاة والسلام -: (أيها الناس إنكم لن تطيقوا - أو لن تفعلوا - كل ما أمرتم به ولكن سددوا وأبشروا).

13 - ترتيب الأولويات في الدعوة: الأهم فالمهم ومن ذلك مثلا ألا تنصح الشخص الذي لا يصلي بترك شرب الدخان وتترك الأهم وهو الصلاة، إنما تبدأ بالنصح في الصلاة أولا ولكن لا أعمم هذا القول على جميع المنصوحين إنما على حسب حال المدعو، والأصل كما ذكرنا الأهم فالمهم، يقول - عليه الصلاة والسلام -: (الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها: قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق صدقة.. ).

14 - إنزال الناس منازلهم وما ذلك إلا لتأليف قلوبهم.

اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم وانفع به القاصي والداني، هذا وإن كان من صواب فمن الله – سبحانه- وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

امييييييييييييييييين
اللهم اجعله في ميزان حسناتنا