السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي الغاليات معلومة أحب أصححها وهي اننا عندما نقول ان النبي صلى الله عليه وسلم رفض زواج علي بن ابي طالب كرم الله وجهه على السيدة فاطمة فكيف لنا نحن ان نقبل ان يتزوج الزوج او رجل على زوجته إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نفسه رفض ؟؟
اصحح المعلومة أخواتي حتى لا نقع في خطأ كبير فسبب رفض الرسول صلى الله عليه وسلم زواج الإمام علي كرم الله وجهه على ابنته السيدة فاطمة، فحاشا لله أن يحرم الرسول ما أحل الله، أو أن يجد في صدره حرجا لأمر أباحه المولى عز وجل، وإنما كان الرفض ليس لمطلق فكرة الزواج، ولكن- فيما أعلم – أنه رفض لأن المرأة التي كان سيتزوجها على ابنته السيدة فاطمة كانت ابنة أبي جهل عدو الله ورسوله ، فاعترض النبي صلى الله عليه وسلم لهذا السبب، وقال: " إنه لا يجمع بين بنت رسول الله وبين ابنة عدو الله"، والحديث في مجمع الطبراني الكبير.
روى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث المسور بن مخرمة رضي الله عنه قال: إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خطب ابنة أبي جهل على فاطمة عليها السلام؛ فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس في ذلك على منبره هذا، وأنا يومئذ محتلم فقال {إن فاطمة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها، ثم ذكر صهراً له من بني عبد شمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه، قال {حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي وإني لست أحرم حلالاً ولا أحل حراماً؛ ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله أبدا} وليس في الحديث ما يستدل به البعض على المنع من تعدد الزوجات، بل النص واضح في قوله صلى الله عليه وسلم {إني لست أحرم حلالاً ولا أحل حراماً} لكنه عليه الصلاة والسلام بيَّن العلة في أن المخطوبة هي بنت عدو الله أبي جهل. قال ابن القيم رحمه الله: وفيه بقاء عار الآباء في الأعقاب؛ فدل على أن لهذا الوصف تأثيراً في المنع؛ وإلا لم يذكره مع كونها مسلمة.أ.هـ قال أهل العلم: وقسمه صلى الله عليه وسلم على عدم اجتماعهما معناه أنه علم بوحي من الله أنه لا يحصل اجتماعهما تحت زوج واحد.
ولا يحق لأحد أن يستدل بهذا الحديث على منع ما أباحه الله تعالى من تعدد الزوجات، اللهم إلا إذا كانت الزوجة أو وليها قد اشترط في عقد النكاح ألا يتزوج عليها فإنه يجب على الزوج الوفاء بهذا الشرط عملاً بعموم قوله تعالى (أوفوا بالعقود) وقوله صلى الله عليه وسلم {إن أحق ما وفيتم به من الشروط ما استحللتم به الفروج} والله تعالى أعلم.
جزاكن الله خيراً أخواتي فارجوا الإنتباه لحديثنا او كلامنا وخاصة ما يخص الشرع والآيات والآحاديث فهذا أمر كبير نسأل الله ان يوفقنا لما يحب ويرضى