منتديات القصواء الإسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات القصواء الإسلامية


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 أساليب النصارى في مواجهة الإسلام

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المستبشرة
المديرة العامة
المديرة العامة
المستبشرة


انثى عدد الرسائل : 933
العمر : 51
البلد : المدينة المنورة
دعاء : أساليب النصارى في مواجهة الإسلام 614435680

أساليب النصارى في مواجهة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: أساليب النصارى في مواجهة الإسلام   أساليب النصارى في مواجهة الإسلام Emptyالأربعاء 20 فبراير 2008 - 23:40

أساليب النصارى في مواجهة الإسلام[/size]
[/center]
أحمد بن عبد الرحمن القاضي


لقد كان ظهور الإسلام وانتشاره السريع في القرن السابع الميلادي صدمة
عنيفة للكنائس النصرانية المختلفة التي تهيمن على شعوب منطقة حوض البحر
الأبيض المتوسط وما جاورها، فقد تهاوت معاقل النصرانية العريقة، ومهد
المسيح - عليه السلام - وأنبياء بني إسرائيل، أمام الفاتحين الجدد من
أصحاب العمائم، رعاء الشاء والإبل، الضاربين في تيه الجزيرة العربية لقرون
بعيدة، وفي تيه الشرك والوثنية والتخلف لقرونٍ أبعد. وفي مدةٍ تقل عن مائة
عام تمكن المسلمون من إخضاع جميع السواحل الشرقية، والجنوبية، والغربية،
للبحر الأبيض المتوسط. وفي مدةٍ تزيد على المائة قليلاً بلغوا أعماق
أوروبا النصرانية في جنوب فرنسا. (وهكذا كان الإسلام يتوسع على نحوٍ مندفع
مخلفاً، في الحقيقة، صدماتٍ هائلة تستعصي على التصور)[1]. كما عبر أحد
الكتاب الغربيين. ويكفي لتصور عمق الصدمة أن أربعاً من بين خمس عواصم
دينية لدى النصارى تحولت إلى حواضر إسلامية؛ وهن: بيت المقدس،
والإسكندرية، وأنطاكية، والقسطنطينية! ولم يبق بأيديهم سوى الخامسة؛ روما.


والصدمة الكبرى التي تفوق إخضاع الأرض وضمها لدار الإسلام، كانت تتمثل في
خضوع القلوب لدعوة الحق، ودخول الناس في دين الله أفواجاً. كما وعد الله -
تعالى -: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ
لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} الصف:
9، فـ (في مرحلة لاحقة، ومع الرسوخ السياسي واللاهوتي للدين الإسلامي،
وتنامي النزعات والاتجاهات الانتقادية للمسيحية، تحولت الكتلة الأساسية
لمسيحيي الشرق الأدنى إلى الإسلام)[2]، كما يعترف كاتب آخر.


وربما ظنت الدولة البيزنطية لأول وهلة أنها أمام زوبعة عارضة نشأت بسبب
انفجار سكاني، وضيق معيشي، حاق بأعراب الجزيرة، سرعان ما تخبو جذوته ويخمد
لهيبه، لافتقار القوم لأسس التنظيم والتخطيط الذي يحفظ مكاسبهم.


وربما ظنت الكنيسة الأرثذوكسية، وغيرها من الكنائس المحلية الأخرى أنها
أمام همج رعاع لا يرتقون في تفكيرهم إلى آفاق الثقافة الهلنستية[3]، فلا
تملك تقاليدهم البدوية الصمود أمام الفلسفة النصرانية العريقة.

ولكن هذه الظنون من المؤسستين الرسمية والكنسية تهاوت، كما تهاوت جحافلهم أمام إيمان الفاتحين المسلمين، ومتانة ووضوح عقائدهم.

ولم تشأ كبرياء الكنيسة النصرانية المصطنعة أن تذعن للحق، كما لم تشأ
الإمبراطورية البيزنطية أن تذعن للأمر الواقع، ومن ثم فقد اتسمت العلاقات
بين المسلمين والنصارى بالعداء المستمر طوال التاريخ، كما أن العلاقة بين
الإسلام والنصرانية المحرفة اتخذت نفس الطابع، ولم يكن هناك وجود لما عُرف
أخيراً باسم «التقريب» أو «الحوار» من الجانبين، بالصفة التي تمخضت عنها
النصرانية في النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي.


ويصف المستشرق الروسي إليكسي جورافسكي هذه العلاقة التاريخية في جانبيها
السياسي والعقدي بالعبارات التالية: (إن المجابهة العسكرية ـ السياسية بين
هاتين الديانتين ـ أو قل بين هاتين الحضارتين ـ منذ بدء ظهورهما المتجاور،
ووصولاً إلى القرن العشرين كانت هي الطابع المسيطر على علاقاتهما الأخرى،
ـ بما في ذلك العلاقات الدينية ـ الأيديولوجية. وبودنا التأكيد في هذا
السياق أن ترسيخ الإسلام وتوطيد أركانه العقائدية في سوريا، ومصر وشمال
أفريقيا سحبا من المسيحية النصف الغني بثرواته من المجال الجغرافي الحضاري
لشاطئ البحر المتوسط. إن فتح المسلمين إسبانيا وصقلية، والحملات الصليبية
إلى فلسطين، واستيلاء الصليبيين على القدس، وثأر صلاح الدين الأيوبي
وانتصاره عليهم، وطرد العرب ـ المسلمين من أسبانيا، وسقوط القسطنطينية،
وهجوم الأتراك العثمانيين على مناطق البلقان، وتمرد الشعوب الإغريقية
والسلافية، كل هذه المصادمات والمجابهات العنيفة ألبست رداء الدين، والحرب
من أجل تعزيز راية الإيمان ضد «الكفرة»[4].


لقد احتاجت النصرانية إلى ثلاثة عشر قرناً من الزمان، بدءاً من القرن
السابع إلى القرن العشرين حتى تبلغ مرحلة «الحوار». وبين التنافر والتقارب
برزت في الفكر النصراني ممارسات متنوعة في مواجهة الإسلام في جانبه
العقدي، والعملي، يمكن تحديدها بما يلي:

أولاً: أسلوب التشويه والتضليل:

وقد ولد هذا الأسلوب في وقتٍ مبكر، لمواجهة موجات الفتح الإسلامي
والاعتناق الجماعي لدين الإسلام. ومن أشهر من أرسى قواعده قسيسٌ دمشقي عرف
باسم «يوحنا الدمشقي» المتوفى سنة 750م، وقد عاش هو وأبوه منصور بن سرجون
في أكناف أمراء بني أمية. وألف عدة مؤلفاتٍ ضمنها القدح في الإسلام ونبيه
- صلى الله عليه وسلم - وكتابه القرآن. فالإسلام عنده ليس دين إبراهيم -
عليه السلام -، بل هو مؤذِن بالمسيح الدجال. والرسول - صلى الله عليه وسلم
- واحد من أتباع بدعة آريوس، لا يعرف من العهدين القديم والجديد إلا ما
ضحلت قيمته، والقرآن نتاج لأحلام اليقظة، كما ينتقد إجراءات الزواج
والطلاق في الشريعة[5].


إن هذا القسيس المضلل، الذي يصفه النصارى بـ «القديس»، يبوء بإثم إشاعة
هذه الافتراءات التي صدت كثيراً من النصارى في الشرق والغرب عن الوقوف على
حقيقة الإسلام. يقول إليكسي جورافسكي: (إذا كنا نتفق على واقعة أن
التصورات الأوربية عن الإسلام تشكلت ما بين القرنين الثاني عشر والرابع
عشر للميلاد، فإننا يجب أن نشير إلى حقيقة أن هذه التصورات تكونت في كثير
من جوانبها وخطوطها الكبرى على خلفية التفسير المسيحي الشرقي للعقيدة
الإسلامية. وتعد المؤلفات التي وضعها يوحنا الدمشقي، المتوفى سنة 750م من
أكبر الدراسات المسيحية الشرقية عن الإسلام.


والواقع أن التصورات المتكونة عن الإسلام كبدعة مسيحية، مرتدة، ومنشقة،
وعن محمد كنبي مزيف، انتقلت من مسيحيي سوريا إلى البيزنطيين، ومنهم إلى
الأوربيين)[6].


وللمرء أن يتخيل ما يمارسه القسس الحاقدون الذين يعيشون خلف الحدود في
أرجاء أوروبا البيزنطية، ثم الرومانية، حيث لا يعلمون عن الإسلام وعقيدته
وشريعته وتطبيقه سوى ما يتلقفون من إنتاج نظرائهم الذين يتميزون غيظاً
وحسداً في المشرق الإسلامي، ثم يضيفون إليه ما تبلغه أوهامهم المريضة،
وخيالاتهم الفاسدة من أساطير وحكايات مسفة. وهذا ما حدث بالفعل في أوروبا،
طوال القرون الوسطى. فقد رُوجت العديد من الخرافات والتهم السخيفة عن
الإسلام، وعن شخص نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - نعف عن ذكرها إكراماً
له وتوقيراً، مما حدا بباحث غريب معاصر أن ينتقدها بإنصاف قائلاً:
(وللحقيقة، يجب القول أن تلك الأساطير المختلقة تمثل سخرية مأساوية، لأن
النبي «محمد» الذي حارب أكثر من أي مخلوق آخر عبادة الأوثان، والذي حطم
جميع أصنام الكعبة، يتحول في تصور المسيحيين إلى «صنم يؤلهه أتباعه» الذين
يطلقون عليهم ازدراءً واحتقاراً لقب «عبيد سارة» أو «أبناء الجارية»)[7].

[/center]
[/size]
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://akhawat-aljannahway.ahlamontada.com/index.htm
المستبشرة
المديرة العامة
المديرة العامة
المستبشرة


انثى عدد الرسائل : 933
العمر : 51
البلد : المدينة المنورة
دعاء : أساليب النصارى في مواجهة الإسلام 614435680

أساليب النصارى في مواجهة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: أساليب النصارى في مواجهة الإسلام   أساليب النصارى في مواجهة الإسلام Emptyالأربعاء 20 فبراير 2008 - 23:41


ومن صور هذا التشويه الإعلامي ما حكاه
ابن الأثير، - رحمه الله -، في أعقاب تحرير بيت المقدس من الصليبيين:
(وصوروا المسيح - عليه السلام -، وجعلوه مع صورة عربي يضربه، وقد جعلوا
الدماء على صورة المسيح - عليه السلام -، وقالوا لهم: هذا المسيح يضربه
محمد نبي المسلمين، وقد جرحه وقتله، فعظم ذلك على الفرنج، فحشروا، وحشدوا
حتى النساء)[8]. وهذا يذكر بالرسوم الدنمركية المسيئة إلى نبينا - صلى
الله عليه وسلم -.

ثانياً: أسلوب المجادلة العقلية وإثارة الشبهات:
ورائد هذا المسلك هو الراهب الفرنسي (بطرس المبجَّل) ـ كما يصفه النصارى ـ
عاش في الفترة 1094م ـ 1156م، وشغل منصب رئيس كهنة دير كلوني، وقد عاصر
قيام الحملة الصليبية الأولى 1096م والثانية 1145م، وأدرك فشل المسلك
العدواني العسكري في تحقيق الأهداف النصرانية. ومن المعروف أن دير كلوني
الذي ينتمي إليه بطرس المبجل ـ عندهم ـ كان له دورٌ بارز في تاريخ
النصرانية، فيما عرف بـ «الإصلاح الكلوني» وعلى وجه الخصوص في تأجيج الروح
الصليبية في حرب الاستعادة الأسبانية Reconquista، ولكن الفترة التي تولى
فيها هذا الراهب رئاسة الدير، كانت أوروبا مشغولة عنه بتمويل الحملتين
الصليبيتين الأولى والثانية ضد منطقة شرق المتوسط، مما أدى إلى إعطاء
الحروب الأسبانية ضد المسلمين مكانة ثانوية. ولعل هذا ما حدا به إلى سلوك
أسلوب المجادلة العقلية.
يقول أستاذ لاهوت الأديان «لودفيغ هاغمان»:
(يعتبر رئيس كهنة دير كلوني بطرس المعروف بالمبجَّل «1094 ـ 1156» أول من
مهد الطريق للمجادلة العقلية مع الإسلام....
وقد استعان بطرس هذا
بجملة من المستعربين في ترجمة بعض الأحاديث النبوية، وكتابة بعض المقالات
والمحاورات المزعومة، كما وجه بنفسه خطاباً مفتوحاً إلى (العرب، أبناء
إسماعيل، الذين يتبعون قانون الرجل الذي يدعى محمداً)[9]. كما صنف كتاباً
أسماه «دحض العقيدة الإسلامية» ضُم لاحقاً إلى ترجمات أتباعه، وعرفت
المجموعة باسم «المجموعة الطليطلية» أو «فيلق كلوني» (وهي المجموعة التي
صارت بالنسبة للأوربيين المصدر الرئيسي للمعلومات والمعطيات عن الدين
الإسلامي على مدى خمسمائة عام تقريباً)[10].
وعلى الرغم من أن هذا
اللون من المقاربة يراد به النقض والهجوم، إلا إنه يمثل تحولاً في الاتجاه
العام لدى نصارى القرون الوسطى من مرحلة المهاترات والتلفيقات ونسج
الأساطير والخرافات بغرض التنفير، إلى مرحلة متقدمة تعتمد التعرف على
الخصم عن كثب، لمجادلته وإثارة الشبهات في وجهه. وقد نسج على منوال بطرس
المبجل، فيما بعد، المستشرقون في القرون اللاحقة، كما لاحظ ذلك المستشرق
جورافسكي، فقال: (يلاحظ أي باحثٍ موضوعي، أن الأغلبية المطلقة من مستشرقي
القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين لم يتخلصوا من المواقف المسبقة
الموجهة ضد الإسلام، سواءً أكان عداؤها صريحاً مباشراً وعنيفاً، أم كان
يتسم بعدم الارتياح تجاه الشعوب الإسلامية)[11].

ثالثاً: أسلوب الحروب الصليبية والاحتلال المسلح:
يمثل هذا الأسلوب الحملات الصليبية المنطلقة من غرب ووسط أوربا النصرانية
إلى بلاد المشرق الإسلامي (سواحل الشام ومصر وآسيا الصغرى)، في سبع حملاتٍ
متعاقبة استغرقت قرابة قرنين من الزمان (490 ـ 690هـ). بالإضافة إلى
استمرار الزحف النصراني جنوباً على بقية الأندلس المسلمة، وبقية جزر البحر
الأبيض المتوسط.
ويمكن أن يؤرخ لبدء الحملات الصليبية بالاجتماع
الحاشد الذي دعا إليه البابا «أربان الثاني» في مدينة «كليرمون» في جنوب
فرنسا، في نوفمبر من عام 1096م، وحضره كبار الأساقفة والأمراء
والإقطاعيين. وقد ألهب البابا حماس المجتمعين بخطبة بليغة مؤثرة، أثار
فيها العصبية الدينية، بل والأطماع الدنيوية. واستجاب الحاضرون لنداءات
البابا التحريضية، وصاحوا جميعاً في ذلك الحقل الفسيح صيحة مدوية صارت
شعاراً في حروبهم المقبلة مع المسلمين قائلين: (الرب يريدها) أو (تلك
إرادة الله). ثم شرع البابا أوربان الثاني يجوب أنحاء فرنسا للدعوة إلى
حربه المقدسة. كما برز قادة كنسيون شعبيون من أمثال «بطرس الناسك» هجروا
أديرتهم وتفرغوا لتهييج الفلاحين والفقراء لإنقاذ مهد المسيح ـ بزعمهم ـ،
ودغدغة مشاعرهم بامتلاك الأرض التي تفيض لبناً وعسلاً[12].
وقد تجدد
هذا الأسلوب في خريف الدولة العثمانية المريضة. والمتغير الوحيد في هذه
المرحلة عن مرحلة الحروب الصليبية أن الحكومات الأوربية المتأثرة بالثورة
الفرنسية (1789م) العلمانية باتت أكثر دهاءً، وغزت المجتمعات الإسلامية
بأسلحتها المتفوقة، تحت شعارات منمقة لا تحمل الطابع الديني الصليبي، بل
تحاول أن تتجنب استفزاز المشاعر الإسلامية، وتتستر تحت لافتات سياسية مثل
«الانتداب» و«الوصاية» و«الحماية». وقد آلت هذه الجولة إلى إبرام اتفاقية
(سايكس ـ بيكو) سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وألف (1336هـ 1916م) بين فرنسا
وبريطانيا بشأن اقتسام المنطقة العربية المتبقية من تركة الرجل المريض ـ
أي الدولة العثمانية ـ وهي العراق وسوريا الكبرى والخليج العربي وفلسطين
والأردن، فضلاً عما تم التهامه من مناطق العالم العربي والإسلامي.

رابعاً: أسلوب التبشير «الدعوة إلى التنصر»:
ويمثل هذا الاتجاه الراهب الإيطالي فرنسيس الأسيزي «1182 ـ 1226م». ويعده
النصارى من أكبر قديسيهم، وإليه تنسب طائفة الرهبان الفرنسيسكان. وعمدتهم
النص المنسوب إلى المسيح - عليه السلام -: (اذهبوا في العالم أجمع،
وأعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين) (إنجيل مرقس 16: 15). وقد قام فرنسيس
الأسيزي بنفسه بهذه المهمة، فقد صحب الحملة الصليبية السادسة الموجهة نحو
مصر عام 1219م والتقى الملك الكامل الأيوبي ودعاه إلى النصرانية[13].
ومن أشهر الرهبانيات التي انتهجت هذا الأسلوب، وكانت معاصرة من حيث النشأة
للفرنسيسكان، طائفة الرهبان الدومينيكان التي أسسها الراهب الإسباني
دومنيك «1170 ـ 1221م» وإليها ينسب «توما الإكويني» المتوفى سنة 1274م،
أكبر لاهوتي دومينيكاني.
ويقوم الفرنسيسكان والدومينيكان بذرع العالم،
وبعث الإرساليات التنصيرية إلى شتى أنحاء المعمورة منذ تأسيسهما في مطلع
القرن الثالث عشر الميلادي حتى يومنا هذا.
ومن الجدير بالذكر أن
الدومينيكان قد أسسوا معهداً في القاهرة باسم «معهد الدراسات
الدومينيكاني»، انبثقت عنه أولى جمعيات التقارب الديني في البلاد
الإسلامية، وهي جمعية «الإخاء الديني» عام 1941م، كما عقدوا ندوة حوارية
حملت اسم الأيام الدومينيكانية.

خامساً: أسلوب التقارب والحوار:
كان لسقوط القسطنطينية عام 1453م بأيدي الفاتحين العثمانيين آثاراً بعيدة
المدى على جميع المستويات، فقد اهتزت أوروبا من أدناها إلى أقصاها لسقوط
مدينة قسطنطين الكبير، وحطم ذلك البقية الباقية من كبريائها.
وقد ألف
نيكولاي كوزاني كتابه «سلام الإيمان» في نفس العام الذي سقطت فيه
القسطنطينية عام 1453م. ثم ألف عام 1462م (شرحاً نقدياً للقرآن الكريم «في
غربلة القرآن» هادفاً إلى أن يباشر حواراً ينطلق مما هو مشترك بين
المسيحيين والمسلمين)[14]. وتلا ذلك سابقة ملفتة في تاريخ الكنيسة
الكاثوليكية، حيث وجه البابا بيوس الثاني 1458 ـ 1464م كتاباً إلى السلطان
العثماني محمد الفاتح يتضمن بحثاً في مسائل عقدية[15]، ودعوة إلى
النصرانية، ولكنه كما وصف لودفيغ هاغمان: (تشتم منه رائحة اليأس)[16].
وحين ظهرت حركة الإصلاح الديني «البروتستانتية» على يد مارتن لوثر (1483 ـ
1546م)، بدت وكأنها تتجه نحو الموضوعية في فهم الإسلام، مما أطلق عليه
مارتن لوثر: «خرافات الأوربيين وجهالاتهم» حيال الإسلام، [17].
(وفي
عام 1705 أصدر هادريان ريلاند «1676 ـ 1718م» كتابه «الديانة المحمدية»
الذي يعتبر أول عرضٍ موضوعي للإسلام من وجهة نظر مسيحية... قامت الكنيسة
الكاثوليكية بإلقاء الحرم عليه ومنعه. وفي هذا العصر قدم غولتهولد أفرايم
لسنغ (1729ـ 1781م) عمله الأدبي «ناتان الحكيم»، الذي وضعه بصيغة رمزية
جواباً عن السؤال التالي: أي من الديانات الثلاث، اليهودية، والمسيحية
والإسلام تعتبر الدين الحق؟)[18]
ويرى جورافسكي أن (الإرهاصات
الأولية، الممهدة فلسفياً ولاهوتياً للحوار الإسلامي ـ المسيحي، الذي نوقش
رسمياً للمرة الأولى في المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني) تمت على يد
مفكرين بارزين:
أحدهما: الفيلسوف الروسي فلاديمير سولوفيوف «1853 ـ
1900»، الذي تدرج في فهمه للإسلام وسر ظهوره التاريخي، وشخصية نبيه محمد -
صلى الله عليه وسلم - وكانت ذروة أبحاثه في هذا المضمار في كتابه «محمد:
سيرته وتعاليمه الدينية»، الذي ألفه قبل وفاته بأربع سنوات 1896م، وفيه
يرتقي إلى إثبات نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - [19].
الثاني:
المستشرق الفرنسي: لويس ماسينيون 1883 ـ 1962م، الذي اشتغل بالدراسات
العربية في دمشق والقاهرة، واستهواه التصوف، فكانت أطروحته في الدكتوراه
في جامعة السربون بعنوان: (مأساة الحسين بن منصور الحلاج، شهيد الإسلام
الزاهد)، وكتب عن ابن سبعين، الصوفي الأندلسي. واتجه إلى فكرة توحيد
الديانات الكتابية الثلاث. (وفي رأي الدارسين، فإن مؤلفاته، وإسهاماته
العلمية، ومنطلقاته الروحية، ونشاطاته السياسية مهدت الطريق للتحول
الكاثوليكي الجذري بشأن الموقف من الإسلام)[20].
يقول الأب موريس
بورمانس: (.. بفعل «مسيحيين نبويين» مثل: ميجيل أسين إي بلاسيوس، ولويس
ماسينيون وغيرهما، تجددت نظرة الكنيسة إلى الإسلام، وصارت ترى فيه، علمياً
ولاهوتياً، دين توحيد يرتبط بالدعوة الإبراهيمية... فكان لا بد أن يؤدي
ذلك إلى إعلان المجمع الفاتيكاني الثاني 1962 ـ 1965م عن علاقة الكنيسة
بالديانات غير المسيحية، الذي أصبح للكاثوليك «شرعة الحوار الإسلامي
المسيحي»)[21].
----------------------------------------

[1] انظر: الشخصية العربية في الجدال المسيحي مع الإسلام. دانيل ساهاس. مجلة الاجتهاد (28/111).
[2] الإسلام والمسيحية. أليكسي جورافسكي. (178).
[3] الهلنستية أو الهيلينية Hellenism: الثقافة الناشئة من امتزاج الفلسفة
اليونانية بثقافات حوض البحر المتوسط. وهي الثقافة السائدة إذ ذاك، انظر:
الموسوعة الفلسفية: د. عبد المنعم الحَفني. دار ابن زيدون ـ بيروت، مكتبة
مدبولي ـ القاهرة. الطبعة الأولى. (502).
[4] الإسلام والمسيحية (36 ـ 37).
[5] انظر مقالة: (الشخصية العربية في الجدل المسيحي مع الإسلام) داينيل ساهاس مجلة الاجتهاد: (28/109 ـ 136).
[6] الإسلام والمسيحية (70 ـ 73).
[7] الإسلام والمسيحية (77)، وانظر أيضاً ما جاء في (67، 74 ـ 76).
[8] الكامل في التاريخ. ابن الأثير، عز الدين، أبو الحسن علي بن محمد
الشيباني. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. دار الكتاب العربي. بيروت.
الطبعة الأولى (1417هـ 1997م) (10/69).
[9] انظر: الإسلام والمسيحية (82 ـ 83).
[10] الإسلام والمسيحية (84).
[11] الإسلام والمسيحية (105).
[12] انظر: ماهية الحروب الصليبية: د. قاسم عبده قاسم. عين للدراسات
والبحوث الإنسانية والاجتماعية. القاهرة. طبعة 1993م. (108 ـ 111).
[13] انظر: الإسلام والمسيحية (87 ـ 89).
[14] الإسلام. روجيه جارودي. (138 ـ 139).
[15] الإسلام والمسيحية. (92).
[16] المسيحية والإسلام من التصادم إلى التلاقي، مجلة الاجتهاد (30/28).
[17] انظر: المسيحية والإسلام من التصادم إلى التلاقي. مجلة الاجتهاد (30/29)، والإسلام والمسيحية (97).
[18] المسيحية والإسلام من التصادم إلى التلاقي. مجلة الاجتهاد (30/31).
[19] عن الإسلام والمسيحية: (116 ـ 117).
[20] الإسلام والمسيحية. (120 ـ 121).
[21] توجيهات في سبيل الحوار بين المسيحيين والمسلمين: الأب: موريس
بورمانس. أمانة السر للعلاقات بغير المسيحيين. ترجمة: المطران يوحنا
منصور. المكتبة البولسية. بيروت- لبنان. الطبعة الأولى 1986م. (27 ـ 28).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://akhawat-aljannahway.ahlamontada.com/index.htm
ام جنه
إدارة المنتدى
إدارة المنتدى
ام جنه


انثى عدد الرسائل : 3944
العمر : 42
البلد : مصر
العمل/الترفيه : محفظة قرءان
دعاء : أساليب النصارى في مواجهة الإسلام 614435680

أساليب النصارى في مواجهة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: أساليب النصارى في مواجهة الإسلام   أساليب النصارى في مواجهة الإسلام Emptyالأحد 24 فبراير 2008 - 13:49

موضوع مهم ومنتشر كثيرا هذه الايام
اللهم ثبتنا علي دين الحق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم نضال
ملكة جمال المنتدى
ملكة جمال المنتدى



انثى عدد الرسائل : 2259
العمر : 56
البلد : فلسطين
المزاج : سعيدة
دعاء : أساليب النصارى في مواجهة الإسلام 614435680

أساليب النصارى في مواجهة الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: أساليب النصارى في مواجهة الإسلام   أساليب النصارى في مواجهة الإسلام Emptyالسبت 1 مارس 2008 - 23:36


شكرا لك اختي على هذا الموضوع المفيذ

وفقك الله لما يحبه ويرضاه

شكرا لك

جزاك الله خيرا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أساليب النصارى في مواجهة الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات القصواء الإسلامية  :: 
المنتديات الإسلامية
 :: المنتدى الإسلامي العام
-
انتقل الى: