منى تسببت في مشكلة مع زوجها لأنه رفض أن يدفع مستحقات الجناح الملكي الذي قامت باستئجاره في المستشفى حين ولدت!
وفايزة أيضاً تسببت في مشكلة لأنه تركها تدفع مصاريف تسريحتها ومكياجها من جيب والدها في زواج إحدى قريباتها..!
أما ليان فتقول أنها تشعر بالخجل من والدها الذي لا زال حتى الآن يسدد فواتير جوالها رغم أنها متزوجة منذ عدة أشهر..
مع من الحق.. ؟
هل الزوجات مبذرات ومسرفات.. أم أن الزوج بخيل ومقتر؟ أم أن هناك فقط سوء فهم؟
تعالوا يا عرائسنا لنرى بعض القواعد الأساسية المتعارف عليها في أصول مصروف الزوجة.. وفي العدد القادم بإذن الله سنتحدث عن المزيد حول هذا الموضوع..
من قواعد مصروف الزوجة ونفقتها:
* الزوج مسؤول عن أسرته ونفقتها لكن في حدود قدرته المادية فلا يحق للزوجة مطالبته بأي حال بأن يقترض لأي سبب كان، إلا الضروريات القصوى كتوفير السكن أو العلاج لا سمح الله.
* الزوج مسؤول عما تحتاجه الزوجة من أشياء ضرورية أي ملابس وكماليات لكن في حدود المتعارف عليه.. وليس مسؤولاً عن توفير الكماليات الإضافية أو الفخمة..
((فليس من حق زوجة مثلاً أن تغضب على زوجها لأنه لم يشتر لها مجوهرات أو ساعات فخمة أو غيره مما ليس مطالباً به))
* على الزوج توفير ما يحتاجه البيت من غذاء ولوازم أساسية وغيره ((وليس من حق الزوجة أيضاً أن تغضب لأنه لم يوفر لها أصنافاً معينة بأسعار باهظة فهو مطالب بالوسط في كل شيء))
* فاتورة جوال الزوجة هي محل خلاف ويمكن النقاش حولها.. فإذا لم تكن الزوجة عاملة وكان معدل الفاتورة متوسطاً فيدفعها الزوج لأنها أصبحت شبه ضرورة. لكن ليس للزوجة أن تبالغ في فواتيرها ثم تطالب الزوج بذلك فهذا ليس أبداً من الضروريات.
((مثلاً.. أحد الأزواج اتفق مع زوجته ألا يدفع فواتيرها إذا تجاوزت 400 ريال لأنه سأم من أرقام فواتيرها العالية وهذا حل معقول وليس بخلاً من الزوج))
* ليس الزوج مطالباً بشراء الهدايا لقريباتها إلا إذا كان ذلك بالإقناع والتفاهم وبتنظيم الميزانية.
* عليه أن يصرف على الزوجة في حال المرض لا سمح الله وعند حاجتها لشراء الأدوية الضرورية.
((لكن أيضاً ليس لها أن تطالبه بمستشفى خاص معين، أو بتكلفة علاجية دون ضرورة كتقشير البشرة وغيره أو كريمات التجميل الغالية فهذه كماليات إضافية إلا إذا كان ذلك في قدرته وبرضاه)).
* بشكل بسيط نستطيع أن نقول أن كل شيء يكون بالنقاش والحوار.. لكن ليس للزوجة أن تجبر زوجها مثلاً على أن يدفع مصاريف عملية تجميل، أو كوافير، أو عمل مكياج.. وغير ذلك.. طالما كان بإمكانها الاستغناء عنه. إلا إذا كان موافقاً ومقتنعاً ولا مشكلة لديه في ذلك، وعليها تقدير دخله وقدرته وحاجتهم للتوفير.
كيف يمكن تنظيمها؟؟
عائشة تقول أنها تطلب من زوجها ما تحتاجه من مال في كل مرة تذهب للسوق..
أما خلود فتطلب من زوجها مصروفاً شهرياً ثابتاً..
وتشكو أميرة من أن زوجها لا يعطيها مالاً بيدها بل يطلب أن يخرج معها ويشتري لها ما تريد..
أي هذه الحالات هي الأصح؟
قد يقول لنا زوج عائشة أنه مرتاح بهذه الطريقة.. ويعرف أين تصرف زوجته نقودها..
أما زوج خلود فيقول أنه مرتاح لهذه الطريقة لأنها أوفر له وتريحه من عناء الطلبات اليومية..
وأما زوج أميرة.. فيقول أنه لم يتبع هذه الطريقة إلا بعد أن اكتوى بنار زوجته التي تشتري ما لا تحتاجه.. لذا فهو لا يقتر عليها.. لكن يريد أن يعودها ألا تمسك المال بيدها لكي لا تسرف!!
لكننا نعود ونقول.. أن هذه الأمور لا تحل إلا بالنقاش والحوار والحكمة..
الزوجة الحكيمة الصالحة.. هي التي تستطيع تنظيم أمورها المالية مع زوجها بالحكمة.. كيف؟
* أولاً عليها أن تجعله يثق بها.. فلا تكون مسرفة مبذرة.. بل تخاف على مال زوجها وتحرص عليه.. وتثبت له أنها أكثر حرصاً منه على ماله.
* ثانياً تناقشه وتحاوره.. وتحدد كم يبلغ معدل صرفها الشهري؟ إذا كان ما بين 500 إلى 1000 ريال شهرياً (مثلاً).. فيمكنها أن تنفق معه على مصروف شهري يبلغ 750 ريالاً شهرياً.. وأنها لن تطلب منه أكثر من ذلك مهما حصل.. وستقوم بتنظيم أمورها بنفسها، لكن دون إجبار بل بالتفاهم والحوار. فهذه الطريقة أسهل لها وله وأبعد لهما عن المشاكل وفيها صلح بين طرفين.
* إذا كان الزوج مصراً على أن يعطيها كلما طلبت (وليس كمصروف شهري).. عليها أن تتناقش معه.. حول ما يقبله وما لا يقبله.. فهل يقبل مثلاً أن توفر من المال الفائض؟ وهل يقبل أن تتنازل عن بعض الضروريات لتوفر ثمنها لها؟
* لا يحق للزوجة أن تأخذ من مال زوجها لتعطي أهلها أو تهدي قريباتها دون أن تطلعه، إلا إذا كانت قد أخذت منه إذناً عاماً بذلك.
* الزوجة الذكية هي التي تقنع زوجها بالتوفير وبالادخار ولا تطالبه بالصرف والتبذير.. فالزوج وإن صبر عليها واحترمها مدة من الزمن فلا بد وأن يبدأ في التضايق منها بعد ذلك، ويشعر بأن زوجته لا تشعر ولا تهتم به.
اسألي نفسك دائماً:
* هل ما أريد شراءه مهم حقاً؟ وهل يستحق أن أصرف من تعب زوجي عليه؟
* هل يرضى زوجي أن أشتري هذا الشيء بماله؟
* هل وضعت لي معدلاً افتراضياً وحداً للمبالغ التي آخذها من زوجي؟
* ألم يكن بالإمكان أن أشتري شيئاً أوفر قليلاً؟
ويداً بيد ستستطيعين بإذن الله أن توفري مع زوجك.. وتصرفي كما تحبين دون إسراف ولا تبذير.. وتكونين المرأة الصالحة التي تحفظ زوجها في عرضه وماله إن شاء الله.
منقول