عدم الالتزام بشرع الله.. سبب رئيسي لانهيار الحياة الزوجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قضايا الأحوال الشخصية.. تتصدر شكاوي المجلس القومي للمرأة
النفقة.. الطلاق.. الخُلع.. تهدَّد الأسرة المصرية

علماء الدين والاجتماع:
عدم الالتزام بشرع الله.. سبب رئيسي لانهيار الحياة الزوجية
لابد من استدعاء الزوج أمام القاضي.. للحد من الخلع
------------------------

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة النفقة والخلع والطلاق.. فقد أكدت الإحصاءات الأخيرة أن معدل الطلاق في زيادة مستمرة لدرجة أنه يتم طلاق زوجة كل ست دقائق مما ينذر هذا بخطر شديد علي الأسرة المصرية بشكل خاص وعلي المجتمع بصفة عامة.

ومنذ أيام أعلن المجلس القومي للمرأة أن المكتب تلقي خلال الثلاثة شهور الماضية 2047 شكوي كانت معظمها تدور حول قضايا الأحوال الشخصية وعلي رأسها موضوعات النفقة ودعاوي الطلاق والخلع.

الأسئلة التي تفرض نفسها :

ما هي الأسباب الرئيسية لانتشار ظاهرة الطلاق ؟

وما هي السبل الكفيلة التي يتم اتخاذها لوقف هذه الظاهرة والحد من عمليات الخلع التي أصبحت تدق ناقوس الخطر في حياة مجتمعنا ؟

وما هي الضوابط التي تلزم الأزواج لدفع النفقة لزوجاتهم وأولادهم كي يواجهوا أعباء الحياة.. وما تأثير هذه القضايا علي الأبناء بعد ذلك؟

تم عرض هذه الأسئلة علي علماء الدين والنفس وكانت هذه آراؤهم:

يقول د.منيع عبدالحليم محمود الأستاذ بجامعة الأزهر :

إن الأسرة هي النواة الأولي للمجتمع.. وفي الدين الإسلامي الأسرة لها أهميتها الكبري إذ بها يتكون الإنسان المسلم الذي يعرف حدود الله..

والأسرة لا تتكون فقط بالزوجين ولكنها تضم أيضاً الأبناء والعلاقة بين أسرتي الزوج والزوجة..

إذن فالأسرة لها قيمتها الكبري في الإسلام.. وجعل الله بين الزوجين ميثاقاً غليظاً من احترام الزوج لزوجته واحترام الزوجة لزوجها.

وأي تعدي ينقص من احترام أحدهما للآخر هو ذنب كبير يصيب الجاني منهما في هذه الحالة.

أضاف د.منيع أن من أنواع عدم الاحترام الاستهتار بهذه العلاقة الزوجية وما ينتج عنها من أطفال في سبيل شهوة قد تكون نذير سوء علي هذه الأسرة أو علي قيم المجتمع فيسارع بطلب الطلاق أو أن تطلب الزوجة الخلع منتهكة حق أولادها وحق العلاقة بين أسرتي الزوج والزوجة معرضة سمعة أسرتها للاستنكار بين الناس.

وللسخرية منها فيجد زوجة تطلب الخلع لأمور تافهة وأخري تريد أن تعمل في مجال محرم ضاربة بكل قيم الدين عرض الحائط.

أكد أن موقف الدين مما يحدث حالياً من هذه الاستهانة من وضع مقدس وهو الأسرة هو موقف القاضي الذي يقضي بالعقوبة والتعزير علي من ينتهك هذه الحقوق لشهوات ليس لها محل من الدين في شيء.

يطالب د.منيع بأن يمتنع القاضي عن إجراء الخلع في هذه الأحوال التي تمس قيم المجتمع وقيم الأسرة ويعرض الشخص الرافض للعلاقة الزوجية علي معالجين نفسيين واجتماعيين وعلماء دين يرشدونه إلي الطريق الصحيح.

سبب الخلاف :
-------
يقول د.عبدالغفار هلال عميد كلية اللغة العربية الأسبق بجامعة الأزهر :

إن النفقة واجبة علي الزوج بمقتضي قوله تعالي :

"وعلي المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف"

فالأصل في النفقة ألا تلتزم الزوجة بها أو بشيء منها.. وفي مقابل ذلك تقوم الزوجة بأداء واجباتها تجاه الزوج والأولاد فإذا تحقق هذان المبدآن صلحت الأسرة.. أما إذا حاول الزوج إدخال دخل الزوجة في النفقة من هنا ينشأ الخلاف بين الزوجين.

أضاف أن خروج المرأة للعمل تسبِّب في هذا الذي يحدث من طلب المساهمة في نفقات الأسرة من الزوجة نظير عدم أداء المرأة لكامل واجباتها المنزلية بسبب انشغالها في العمل رغم أن بعض الفقهاء أجازوا أن تشارك المرأة ببعض راتبها في مقابل انشغالها عن أداء حقوق الزوجين لكن خطوط التماس بين ما تدفعه وما تأخذه صعبة ومن هنا ينشأ الخلاف.

وننتقل إلي الطلاق فقد يتسبب هذا الخلاف بين الزوجين بسبب الإنفاق واحتياجات الأسرة في حدوث مشكلات تؤدي إلي الطلاق لاسيما مع ضعف راتب الزوج أحياناً وغلاء المعيشة أحياناً أخري بالإضافة لأسباب اجتماعية كثيرة تتسبب في مشكلات الأزواج.

يرجع د.عبدالغفار هذه المشاكل التي تؤدي للطلاق غالباً راجعة لعدم التزام الزوجين بشرع الله لأن الزوجين لو سارا علي شريعة الله فإن كلا منهما سيقبل الآخر ويتنازل عن بعض الأشياء التي قد تسييء إليه أحياناً فيقبل الزوج بعض تقصير زوجته والعكس صحيح أيضاً.

لكن عدم الخوف من الله وعدم العمل بأوامره جعل هناك نوعاً من الاستهتار الذي أصبح يستشري في المجتمع وجعل الزوج يصدر الطلاق في غير محله وفي غير وقته لأنه يحلف بالطلاق في كل لحظة في حياته وهذا مرفوض شرعاً.

أشار إلي أن الطلاق مفتاح يجب ألا يستخدم إلا عند الضرورة واستحكم الخلاف بين الزوجين بسبب سوء العشرة وليس بسبب بسيط مثل ضيق المعيشة ونجد ذلك من الأمور التافهة وغالباً ما يحدث الآن في المجتمع أن يكون سبب الطلاق سوء العشرة..

لكن الواقع شيء آخر وهذا كله ناتج عن البعد عن تعاليم القرآن والسنة ومباديء الشريعة الإسلامية.. ولذلك لابد أن يكون كلا الزوجين علي ورع وتقوي بحيث لا يتسبَّبان في هدم الأسرة بهذا الشكل الهزلي الذي يجري الآن.

الخلع :
------
أما الخلع فهذا باب من أبواب الفقه الإسلامي شرعه الله أيضاً في حدود ضيقة جداً فيما إذا حدث خلاف شديد بين الزوجين لا يمكن إصلاحه وظهر أن الزوجة تريد الانفصال فيتدخل الشرع بأن يعطيها حق فسخ نفسها من عقدة النكاح.

ولذلك حينما نقرأ في كتب الفقه أن رأي جمهور الفقهاء مجتمع علي أخذ رأي الزوج في هذا الموضوع لأدي ذلك إلي الحد من كثرة الخلع لأن القانون الموجود الآن أهمل الزوج تماماً وجعل مسألة الخلع في يد المرأة مطلقاً فحدث من بعض الزوجات اللاتي لا تقدرن المسئولية الزوجية وخطورتها أن تطلب الخلع لأتفه الأسباب كأن تريد شراء فستان معين فمنعها الزوج فتذهب لطلب الخلع أو منعها من سفر لجهة معينة أو لانشغاله عن العمل فتطلب الخلع وإهمال دور الزوج ورأيه في هذا الموضوع فتح الباب علي مصراعيه للخلع.

يري د.عبدالغفار أن يرشد هذا الموضوع ولابد من الرجوع لرأي الزوج ليكون شريكاً عند الانفصال والحكم النهائي للقاضي.

ظروف المجتمع :
--------
تقول د.علياء شكري أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة إن الظروف العامة للمجتمع سيئة بدءاً من غلاء الأسعار التي لا تتناسب مع الأجور وانتهاء بالدروس الخصوصية وزحام الشوارع مما جعل كل هذا يصيب الإنسان بالكآبة ويجعله يحلف دائماً بالطلاق في كل كبيرة وصغيرة وهذا عكس الشارع المصري قديماً حيث كان التفاؤل يسود بين أبناء المجتمع.

أكدت د.علياء أن الإعلام يفنِّد مشاكل المجتمع في بعض الأحيان أكثر مما يجب ويحتمل وهذا ينعكس علي الحالة النفسية والاجتماعية للمواطن لأنه فقد الأمل في الغد وجعله يفقد الثقة الناتجة عن كثرة المشاكل بلا حلول.

طالبت د.علياء المطلقات بعدم الركون لليأس وسرعة خروجهن من المأزق النفسي وعالم الحزن الذي يحطن أنفسهن به واندماجهن في المجتمع بشكل طبيعي وسريع.. ويجب علي المرأة أن تعبِّر عن عواطفها وحاجتها وطبيعتها الأنثوية وعدم المكابرة.

فما لم تجده مع الزوج الأول من الممكن أن تجده مع الزوج الثاني.

» الرومانسية فى الحياة الزوجية
» الفتور في الحياة الزوجية
» مظاهر العدوان في الحياة الزوجية
» كيف تكون الحياة الزوجية هنيئة ؟
» ..تذوقي طعم الحياة الزوجية بعد معرفة الأسرار الستة ..