طالبة العفو من الله مؤسسة المنتدى
عدد الرسائل : 1879 دعاء :
| موضوع: العلاقة الحميمية والزواج الناجح الأحد 5 أكتوبر 2008 - 14:02 | |
|
العلاقة الحميمية والزواج الناجح
21 جمادى الثانية 1429هـ الموافق له 25- 6- 2008م
يعتبر وجود علاقات جنسية سليمة ومشبعة بين الزوجين أمراً أساسياً في كل زواج سعيد ناجح، ذلك أنه إذا كان السكن هدفاً من أهداف الزواج كما ورد في الآية الكريمة: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))(21) سورة الروم؛ فإن المشاكل الجنسية منغص كبير لهذا السكن على المستويين النفسي والبدني.
وقد أثبتت الدراسات النفسية أن السكن والمودة والرحمة بين الزوجين يزداد قوة بوجود توافق جنسي بينهما، وذلك أن العلاقة الجنسية بحكم طبيعتها مصدر نشوة ولذة، فهي تشبع حاجة ملحة لدى الرجل والمرأة على السواء، واضطراب إشباع هذه الغريزة لمدة طويلة يسبب توتراً نفسياً، ونفوراً بين الزوجين إلى الحد الذي جعل كثيراً من المتخصصين ينصحون بالبحث وراء كل زواج فاشل أو متعثر عن اضطراب من هذا النوع، ويقول عالم النفس (جون واطسون): إن الجنس هو الموضوع الأكثر أهمية في الحياة الزوجية، وهو السبب الأول في تحطيم السعادة الزوجية.
وما تزال العلاقة الزوجية الخاصة أصعب منطقة يستطيع الزوجان مناقشتها، وتقول إحدى خبيرات علم النفس وهي بريطانية الجنسية: إن العلاقة الإنسانية بين الزوجين إذا كانت تعيسة فإن العشرة الزوجية تكون مرآة صادقة تعكس هذه التعاسة.
إن من مهلكات السعادة الزوجية انعدام الثقافة الجنسية، وانعدام الارتواء الجنسي، وهذه المعرفة وتلك الثقافة لها أثر هام في السعادة الزوجية، ونمو الحب، واستقرار العلاقات، ومن ثم بناء أسر متماسكة يظلها الحب والود والسكن، وتشتد الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إعفاف حقيقي وكامل للزوج والزوجة في زمن زادت فيه الفتن، وكثر فيه الفساد.
والحقيقة أن العلاقة الجنسية الناجحة داخل مؤسسة الزواج الشرعية مصدر للسعادة إذا مورست على الوجه الذي يجلب السعادة، ونظراً لاختلاف الرجل والمرأة في التركيب النفسي والعضوي اختلفت حاجات كل منهما في إشباع تلك الرغبة، والوصول إلى لحظة سعادة حقيقية.
الإسلام يوافق الفطرة:
يقول صاحب الظلال: "إن الإسلام لا يحارب دوافع الفطرة ولا يستقذرها، إنما ينظمها ويرفعها عن المستوى الحيواني، ويرقيها حتى تصبح هي المحور الذي يدور عليه الكثير من الآداب النفسية والاجتماعية، ويقيم العلاقات الجنسية على كثير من المشاعر الإنسانية الراقية التي تجعل من التقاء جسدين؛ التقاء نفسين، وقلبين، وروحين، وبتعبير شامل التقاء إنسانين تربط بينهما حياة مشتركة، وآمال مشتركة، وآلام مشتركة، ومستقبل مشترك، يلتقي في الذرية المرتقبة، ويتقابل في الجيل الجديد الذي ينشأ في العش المشترك، الذي يكون عليه الوالدان حارسين لا يفترقان".
إن الاتحاد الحسي والنفسي الذي يحرص الإسلام على تحقيقه بين الزوجين أثناء الجماع له فوائده الكثيرة التي لا تخفى على من لهم إلمام في العلوم النفسية والجنسية، ويكفي أنه يضمن الإشباع الكامل للطرفين، مما يحقق معه إحصانهما، وتوثيق عرى المحبة والمودة بينهما، ومن ثم فقد تضمن القرآن الكريم والسنة المطهرة آداباً وتوجيهات كثيرة في مجال التربية الجنسية، كما تناول القرآن العلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة في آيات صريحة، وتعرض لبعض دقائقها بوضوح وحسم، ومن هذه الآيات قوله - تعالى -: ((هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ))(187) سورة البقرة، وقوله - تعالى -: ((نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ))(223) سورة البقرة، ((فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ))(187) سورة البقرة، ((وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6))[المؤمنون:5-6]، وقوله - عز وجل - أيضاً: ((وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ))(222) سورة البقرة.
ولقد جاءت السنة النبوية قولاً وفعلاً وتقريراً لترشد الناس إلى تفصيلات دقيقة بشأن اللقاء بين الزوجين، ومع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أشد حياءً من العذراء في خدرها؛ إلا أنه تكلم - صلى الله عليه وسلم - في مسائل العلاقة الجنسية بين الزوجين، وأجاب السائلين عنها، ولم يكن من حيائه ولا ورعه أن يغلق هذا الباب في وجه من يسأل، وهذا ثابت بالأحاديث الصحيحة.
بل أجاب - صلى الله عليه وسلم - السائلين عن دقائق تلك العلاقة رجالاً ونساءً، وأمر بعض أمهات المؤمنين أن ترشد امرأة إلى شأن من أخص شئون النساء، مما جرت العادة أن الرجل لا يتحدث به إلى امرأة، فعلّم المرأة التي جاءت تسأل عن غسلها من المحيض كيف تغتسل، ثم قال لها: (خذي قرصة ممسكة - أي قطعة من القطن بها أثر طيب - فتطهري بها)[رواه البخاري ومسلم]، وهذه امرأة رفاعة تريد الرجوع إليه بعد الطلاق البائن، وتقص على الرسول - صلى الله عليه وسلم - سبب ذلك فيبتسم ضاحكاً ويقول: (لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا حتى تذوقي عسيلته - وهي كناية عن الجماع، وشبه لذته بلذة العسل وطلاوته -، ويذوق عسيلتك)[رواه البخاري ومسلم]، وقال لجابر بن عبد الله الذي تزوج ثيباً لتقوم بشئون أخواته البنات: (هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك)[رواه البخاري ومسلم]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (احفظ عورتك إلا من زوجتك)[صححه الألباني]، وحديث السيدة عائشة: (كنت أغتسل أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد بيني وبينه، فيبادرني حتى أقول: دع لي دع لي)[رواه مسلم].
إن ميل الزوجين إلى المعاشرة الزوجية حاجة بشرية نفسية، وعبادة ربانية ينبغي أن تُؤدى بإحسان يرضي الرب - عز وجل -، وفي نفس الوقت يشبع النفس والطرف الآخر، وإن لم تكن كذلك فإن الرغبات النفسية لا تشبع ولا تموت، بل تظل داخل النفس حية متوقدة.
وعلى الرغم من أن المعاشرة بين الزوجين تشكل نسبة قليلة من وقت الزوجين في حياتهما؛ إلا أنها أمر أساسي وجوهري في هذه الحياة، فالوفاق الذي يتم في الليل تستمر سعادته في وضح النهار، ومن ثم لا يجوز أن نتركه لتتحكم فيها نصائح الجاهلات والجاهلين، بل لا بد من فهمه فهماً صحيحاً، فكلما زاد فهمنا ووعينا بهذه العلاقة زاد استمتاعنا بالحياة الزوجية، وبما وهبنا الله وأحله لنا، وكتب لنا فيه الأجر والثواب، وإلا بقيت تلك القضية مثار قلق، وحيرة، ونكد، وتصادم في العلاقة بين الزوجين.
أختي الزوجة وأخي الزوج:
العلاقة الحميمية بينكما لا بد وأن تأخذ المزيد من الاهتمام والرعاية، فعليها جزء لا يهمل من السعادة والوفاق بينكما، وبسببها أصيب الكثير من بيوت المسلمين بالنكد والتعاسة، فلا تهملا هذه العلاقة، ولا تجعلاها في مراتب متأخرة من سلم الأولويات في حياتكما الزوجية، لتنعما بحياة سعيدة ونقية، طاهرة وعفيفة تدوم عبر السنين، ولهذا فنحن ندعو كلاً من الزوجين لمتابعتنا في المرات القادمة لنتعلم كيف نجعل هذه العلاقة سبباً في السعادة الزوجية والوفاق الزوجي.
أهم المراجع:
1. فن صناعة الحب ومعاملة الرجال.... خالد السيد عبد العال.
2. أسرار الزواج السعيد..... بثينة السيد العراقي.
3. في ظلال القرآن..... سيد قطب.
4. الإسلام والجنس..... عبد الله ناصح علوان.
5. فن العلاقات الزوجية..... محمد الخشت.
6. حتى يبقى الحب..... محمد محمد البدري.
http://www.islammemo.cc/mostashar/el-beet-said/2008/06/25/65985.html
| |
|
أمال مشرفة
عدد الرسائل : 577 العمر : 60 دعاء :
| موضوع: رد: العلاقة الحميمية والزواج الناجح الثلاثاء 7 أكتوبر 2008 - 22:38 | |
| | |
|