منتديات القصواء الإسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات القصواء الإسلامية


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المستبشرة
المديرة العامة
المديرة العامة
المستبشرة


انثى عدد الرسائل : 933
العمر : 51
البلد : المدينة المنورة
دعاء : تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان 614435680

تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان Empty
مُساهمةموضوع: تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان   تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان Emptyالخميس 4 أكتوبر 2007 - 7:27

أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان



**حديث أبى هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إذا جاء شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين"

**حديث عبد الله بن عمر أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان فقال"لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له"

**حديث بن عمر قال :قال النبى صلى الله عليه وسلم"الشهر هكذا وهكذا وهكذا"يعنى ثلاثين،ثم قال :"وهكذا وهكذا وهكذا"يعنى تسعا وعشرين،يقول ،مرة ثلاثين ومرة تسعا وعشرون

**حديث ابن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم،أنه قال:"إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب،الشهر هكذا وهكذا" يعنى مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين

**حديث أبو هريرة قال:قال النبى صلى الله عليه وسلم"صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فأن غُبّى عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين"

**حديث أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال"لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم"

**حديث أنس بن مالك عن النبى صلى الله عليه وسلم قال"تسحروا فإن فى السحور بركة"

**حديث سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"

**حديث أبى هريرة عن النبى صلى اللع عليه وسلم قال"إياكم والوصال"مرتين،قيل:إنك تواصل،قال"إنى أبيت يطعمنى ربى ويسقين،فاكلفوا من العمل ما تطيقون"

**حديث عائشة رضى الله عنها قالت :كان النبى صلى الله عليه وسلم يُقبل ويُباشر وهو صائم،وكان أملككم لإربه

**حديث عائشة زوج النبى صلى اللع عليه وسلم ،أن حمزة بن عمرو الاسلمى قال للنبى:أأصوم فى السفر؟ وكان كثير الصيام ،فقال النبى:" إن شئت فصم وإن شئت فأفطر"

**حديث عائشة رضى الله عنها قالت:كان يكون علىّ الصوم من رمضان،فما أستطيع أن أقضى إلا فى شعبان

**حديث ابى هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"الصيام جنة،فلا يرفث ولا يجهل،وأن أمرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إنى صائم ،مرتين،والذى نفسى بيده لخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"

**حديث سهل عن النبى صلى الله عليه وسلم قال"إن فى الجنة بابا يُقال له الريان،يدخل منه الصائمون يوم القيامة،لا يدخل منه أحد غيرهم،يقال أين الصائمون،فيقومون،لا يدخل منه أحد غيرهم،فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحدا"

**حديث أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:"إذا نسى فأكل وشرب فليُتم صومه،فإنما أطعمه الله وسقاه"

**حديث عائشة ،قالت:كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُجاور فى العشر الاواخر من رمضان ويقول :"تحروا ليله القدر فى العشر الاواخر من رمضان"

**حديث عبد الله بن عمر قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الاواخر من رمضان




وتعتبر هذة الاحاديث أخوتى من أصح الاحاديث التى رويت عن الرسول صلى الله عليه وسلم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://akhawat-aljannahway.ahlamontada.com/index.htm
المستبشرة
المديرة العامة
المديرة العامة
المستبشرة


انثى عدد الرسائل : 933
العمر : 51
البلد : المدينة المنورة
دعاء : تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان 614435680

تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان   تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان Emptyالخميس 4 أكتوبر 2007 - 7:31

حسن الاستعداد لشهر رمضان :
----------------------------------

إن شهر رمضان شهر الخير والإقبال على الله سبحانه وتعالى،فكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب دعا الله أن يبلغه شهر رمضان فيقول: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبَلِّغنا رمضان" رواه أحمد والبيهقي ،والحديث قد يكون ضعيفا لكن الدعاء مشهور دعا به السلف الصالح، اللهم بلغنا رمضان .


فشهر رمضان يزهو بفضائله على سائر الشهور، فهو شهر القرآن والتوبة والمغفرة و الصبر والمجاهدة والجهاد ،أبواب الرحمة فيه مفتوحة، والشياطين ومردة الجن مصفدة مغلولة ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، والسعيد من صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا ، فلا بد من حسن استقباله.


ومن فوائد الصوم في شعبان أنه كالتمرين والتعويد على صيام رمضان لئلا يصعب عليه صوم رمضان ويشعر بالمشقة والتعب ،بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده فيدخل رمضان بقوة ونشاط .


وكذلك ينبغي التهيؤ بالإكثار من العمل الصالح في شعبان :
--------------------------------------------------------------

من القيام وقراءة القرآن والصدقة وفي هذا تدريب للمسلم على المنافسة في الأعمال الصالحة، وتعويد لنفسه وتهيئة لها لكي تزداد عملا واجتهادا في رمضان .



الصيام في آخر شعبان:

ثبت في الصحيحين عن عمران بن حصين رضي الله عنه :أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل : " هل صمت من سـَرر هذا الشهر شيئا ؟ قال لا ،قال : فإذا أفطرت فصم يومين " وفي رواية البخاري : أظنه يعني رمضان وفي رواية لمسلم : " هل صمت من سـَرر شعبان شيئا ؟ " ومعنى السرار أي آخر الشهر ، فإن قال قائل قد ثبت في الصحيحين

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين ، إلا من كان يصوم صوما فليصمه " أخرجه البخاري ومسلم، فكيف نجمع بين حديث عمران وفيه الحثّ على الصوم وبين حديث المنع

فالجواب : قال كثير من العلماء: إن هذا الرجل الذي سأله النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أن له عادة بصيامه ، أو كان قد نذره فلذلك أمره بقضائه .

وقيل في المسألة أقوال أخرى ، وخلاصة القول : إن حديث أبي هريرة - السالف الذكر - هو المعمول به عند كثير من العلماء ،وأنه يكره التقدم قبل رمضان بالتطوع بالصيام بيوم أو يومين لمن ليس له به عادة ،ولا سبق منه صيام قبل ذلك في شعبان متصلا بآخره .

فإن قال قائل لماذا يُكره الصيام قبل رمضان مباشرة

( لغير من له عادة سابقة بالصيام )فالجواب أنّ ذلك لمعانٍ منها :

أحدها : لئلا يزاد في صيام رمضان ما ليس منه ، كما نهي عن صيام يوم العيدلهذا المعنى ، حذرا مما وقع فيه أهل الكتاب في صيامهم ، فزادوا فيه بآرائهم وأهوائهم . ولهذا نهي عن صيام يوم الشك ،قال عمار من صامه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ،ويوم الشك : هو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أم لا ؟

وهو الذي أخبر برؤية هلاله من لم يقبل قوله ، وأما يوم الغيم :

فمن العلماء من جعله يوم شك ونهى عن صيامه . المعنى الثاني : الفصل بين صيام الفرض والنفل ، فإن جنس الفصل بين الفرائض والنوافل مشروع ،ولهذا حرم صيام يوم العيد ..

وأما حديث :" إذا انتصف شعبان فلا تصوموا" فضعيف والله أعلم .

الرسول في رمضان
--------------------

رسول الله محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه هو القدوة الكاملة لهذه البشرية لتتأسى به، وتتبع هديه، وتوافق سنته فتكون من الفائزين بإذن الرحمن الرحيم.

قال تعالى:

“لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا” (الاحزاب: 21).

ومن أجمل ما يستحب للمرء ان يقرأ عنه هو هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان، ليعيش في اجوائها الروحانية، ويستقي من النبع المحمدي ما ينير له دربه في لياليه المباركة، وليستحث همته على الارتقاء، ونفسه على البذل والعطاء، لقد كان للرسول صلى الله عليه وسلم وضع خاص يناسب الشهر من صيام وقيام وتوجيه وارشاد، وغزو وجهاد حسب متطلبات المرحلة، وحاجات الجسم والنفس.


وكان حرص صلى الله عليه وسلم على ان يربط النفوس بهذا الشهر المبارك قبل مجيئه، ولما يقترب زمانه يقف في الناس فيخطب فيهم أبا ومعلما ورسولا، وكان مما قاله ذات مرة صلى الله عليه وسلم في آخر يوم في شعبان:

(يا أيها الناس قد اظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر، جعل الله تعالى صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه. ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه. وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد رزق المؤمن فيه، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل اجره من غير ان ينقص من اجره شيء).

كما كان يقول صلى الله عليه وسلم:

(هذا شهر أوله رحمة، وأوسطة مغفرة، وآخره عتق من النار، فمن خفف عن مملوكه فيه غفر الله تعالى له واعتقه من النار. استكثروا فيه من اربع خصال: خصلتان ترضون بهما ربكم عز وجل، وخصلتان لا غنى لكم عنهما، أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم عز وجل فشهادة ان لا إله إلا الله وان تستغفروه، وأما الخصلتان اللتان لا غنى لكم عنهما فتسألون الله تعالى الجنة وتعوذون به من النار. ومن سقى صائما سقاه الله تعالى من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة)


انها كلمات جامعة لكل الخير، دالة على سبل النجاة، تهيئ النفوس لاستقبال اعظم المواسم، وتعد الارواح لهذه العبادة الجليلة السامية.

وكان يرغب الناس في ثواب الشهر، ويخبرهم بفضائله، ومنها:

(إذا جاء رمضان فتحت ابواب الجنة، وغلقت ابواب النار، وصفدت الشياطين) ويقول صلى الله عليه وسلم :


(ان في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل معهم احد غيرهم).

ولكن الثواب الدقيق للصيام كان ينقل فيه الحديث القدسي عن الله جل جلاله: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا اجزي به) والثواب الخفي الذي تكفل الله به ونسبه اليه كيف يكون؟

وما ذاك التقدير العظيم لهذه الفريضة إلا لأن الصوم بعيد عن الرياء لا يطلع عليه إلا الله علام الغيوب، وكلما كانت العبادة اخفى كان ثوابها اجزل. وهي مناسبة للحالة التي يكون فيها الصائم ففي الصيام تشبه بالملأ الأعلى حيث يستغني الانسان عن الطعام والشراب والشهوة.

ولكن الفطر ايضا جائز في رمضان عند الحاجة، روى ابو سعيد الخدري عن ذلك قوله: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مكة ونحن صيام فنزلنا منزلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

انكم قد دنوتم من عدوكم والفطر اقوى لكم، فكانت رخصة، فمنا من صام ومنا من أفطر. ثم نزلنا منزلا آخر فقال:

إنكم مصبحو عدوكم والفطر اقوى لكن فأفطروا، وكانت عزمة فأفطرنا.

وهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤوف الرحيم:

“لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم” (التوبة: 128)

وجد المسلمين في مشقة وهم مقبلون على معركة فأفتى لهم بالفطر بل إنه بدأ بنفسه فدعا بإناء فيه شراب فشربه نهارا ليراه الناس. ان الصوم ليس تعذيبا ولا ايقاعا للناس في الحرج، بل مدرسة اخلاق وتهذيب وامتثال أوامر، والفطر في هذه المواقف اقوى فتكون فيه منفعة للنفس وللغير، وهذا شرع الله ودينه الميسر.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام، فكان يصوم في غير رمضان، ولم يترك شهرا واحدا دون ان يصوم منه ولو يوما أو أياما قلائل، كان مكثرا من الصيام بلا تقيد بزمن معين. وكان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل.

وفي الليل يحلو له القيام والمناجاة، فيكثر الصلاة فيه، وينتهي بوتر، وكان اذا قام للصلاة من جوف الليل دعا فقال:

(اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن. أنت الحق ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق. اللهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت).

أما فطوره صلى الله عليه وسلم على رطبات قبل ان يصلي فإن لم يكن فعلى تمرات، فإن لم يكن حسا حسوات من ماء. وكان يقول: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور)

فيحث على تعجيل الفطر استمدادا للقوة لأداء صلاة المغرب بدل ان يصاب بفتور فيكسل عن الصلاة، وينصح بتأخير السحور لأنه يقوي على الصيام ويخفف المشقة، ولأنه يتضمن الاستيقاظ والذكر والدعاء في ذلك الوقت الشريف وقت تنزل الرحمات والنفحات وفيه التأهب لصلاة الفجر.

ورمضان في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم هو بدء الرسالة، وأول تلقي القرآن، لذلك كان شهر تلاوة له ومدارسة، فقد كان جبريل عليه السلام يلقاه في كل ليلة من ليالي الشهر الكريم، فيتدارسان القرآن فيقرأ احدهما ويستمع الآخر توكيداً للوحي وحفظاً للقرآن.


وقد قال عن جبريل في العام الأخير من حياته صلى الله عليه وسلم: كان يعارضني القرآن كل سنة، وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي.

ويترتب على هذا مزيد خير وجود وايثار لأن ملاقاة الصالحين تترك في النفس آثارا مباركة تنمي الفضائل وتزكي الخلق وترهف الاحساس، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال:

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، ان جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة).

ولم تكن تلك العبادات وذلك الاتصال الروحي العميق بالخالق ليقف عائقا أمام العمل للحياة، ولا أمام الجهاد وخوض اصعب المشقات، لقد قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسع من غزوات المسلمين ايام حياته، وقد كانت اثنتان منهما في رمضان، وكانت لهما مكانة كبيرة وخطر جسيم وهما غزوة بدر، وفتح مكة، ونتائجهما عظيمة الأثر في تاريخ الاسلام.


منقول من جريدة الخليج - الإمارات 11-11-2004

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://akhawat-aljannahway.ahlamontada.com/index.htm
المستبشرة
المديرة العامة
المديرة العامة
المستبشرة


انثى عدد الرسائل : 933
العمر : 51
البلد : المدينة المنورة
دعاء : تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان 614435680

تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان   تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان Emptyالخميس 4 أكتوبر 2007 - 7:33

كن كالنبى فى رمضان :
--------------------------

يقول الله تعالى " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً" الأحزاب: 21

هذا كلام الله لنا بأن القدوة والمثال الذي يجب أن يحتذيه كل مسلم هو الرسول –صلى الله عليه وسلم- وشهر رمضان فرصة عظيمة للتقرب إلى الله بالطاعات فتعالوا معنا نقتدي خطى الرسول –صلى الله عليه وسلم- في أقواله وأفعاله.. فقد كان الرسول –صلى اللهل عليه وسلم- :

"أحسن الناس خلقاً" و"كان خلقه القرآن" صحيح.

و"كان يذكر الله على كل أحيانه". صحيح.

و"كان يعقد التسبيح بيمينه". صحيح.

و"كان يمد صوته بالقرآن مداً" صحيح.

و"كان طويل الصمت قليل الضحك". صحيح.

و"كان يعجبه الريح الطيبة".

و"كان لا يرد الطيب". صحيح.

و"كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك". صحيح.

و"كان يتوضأ عند كل صلاة".

و"كان إذا حزبه أمر (استصعب عليه) صلى". صحيح.

و"كان لا يدع أربعاً قبل الظهر وركعتين قبل الغداة (الفجر)". صحيح.

و"كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس". صحيح.

و"كان لا يدع قيام الليل وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً". صحيح.

و"كان إذا قام الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين". صحيح.

و"كان أكثر دعوة يدعو بها: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار". صحيح.

و"كان إذا أفطر قال: ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله". صحيح.

و"كان إذا أكل عند قوم دعا لهم قائلاً: أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة وذكركم الله فيمن عنده". صحيح.

و"كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها". صحيح.

هذا كان حال نبيك –صلى الله عليه وسلم- فمــــا حالك أنت؟!!

منقول
بعض أحاديث الرسول الكريم عن شهر رمضان :
------------------------------------------------

** قال سلمان الفارسي رضي الله عنه:

خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال:-

يا أيها الناس قد أظلكم شهرٌ عظيمٌ مباركٌ شهرٌ فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر شهر جعل الله صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعاً من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر مواساة وشهر يزاد فيه رزق المؤمن من فطر صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتقاً لرقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء قالوا:

يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم عليه؟ قال صلى الله عليه وسلم:

يعطى الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتقٌ من النار واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غناء بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه.

وأما اللتان لا غناء بكم عنهما فتسألون الجنة وتعوذون به من النار. ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة.


فلنستجب إخوانى وأخواتي لنداء الرسول الكريم في هذه الخطبة الجامعة التي استقبل بها شهر رمضان في آخر يوم من شعبان

وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر:

( أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء وينظر فيه إلى تنافسكم في الخير ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل).

كما أن في شهر رمضان امتيازات أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إليها في حديث آخر فقال:
( أعطيت أمتي في شهر رمضان خمساً لم يعطهن نبي قبلي :

أما الأولى:

فإنه إذا كان أول ليلة منه نظر الله إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبداً .

وأما الثانية:

فإن الملائكة تستغفر لهم كل يوم وليلة.

وأما الثالثة:

فإن الله يأمر جنته يقول لها: تزيني لعبادي الصائمين يوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي.

وأما الرابعة:

فإن رائحة أفواههم حين يمسون تكون أطيب من ريح المسك.

وأما الخامسة:

فإنه إذا كان آخر ليلة منه غفر الله لهم جميعاً فإن العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم) .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://akhawat-aljannahway.ahlamontada.com/index.htm
المستبشرة
المديرة العامة
المديرة العامة
المستبشرة


انثى عدد الرسائل : 933
العمر : 51
البلد : المدينة المنورة
دعاء : تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان 614435680

تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان   تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان Emptyالخميس 4 أكتوبر 2007 - 7:34

طوبى لمن أصلح نفسه قبل رمضان
الطريق إلى رمضان يمر عبر بوابة شعبان، فلا يمكنك الدخول إلى رمضان إلا عبره، ليس لأنه يسبقه مباشرة
في ترتيب الشهور، ولكن لأنه مقدمة طبيعية له، ويمكنك أن تتعرف إلى مدى حصولك على رمضان من
كيفية تعاملك مع شعبان، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر رجب يدعو الله بأن يبارك
للمسلمين في رجب وفي شعبان، فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: كان النبي صلى الله
عليه وسلم إذا دخل رجب قال: “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان” (رواه أحمد والطبراني)،
وفي الأثر أن الصالحين كانوا يدعون الله زماناً طويلاً ليبلغهم أيام شهر رمضان، فقد كانوا يدعون الله ستة
أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعون ستة أشهر أن يتقبل منهم، وكان من دعائهم: “اللهم سلمني إلى
رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً”.

مقدمة لرمضان

واعلم أن حالك ما قبل رمضان خاصة في شعبان ينبئ عن حالك في رمضان، وإذا لم تأخذ نفسك بالعزيمة
في شعبان، خذلتك عزائمك في رمضان، والقيام بحق شعبان يعينك بعون الله على القيام بحق رمضان عليك،
ويبلغك منه ما تأمله، وهو من هدي نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم
يصوم من شعبان أكثره، فعن عائشة رضي الله عنها فيما رواه عنها بسنده البخاري أنها قالت :
“كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله استكمل
صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان”، وفي رواية لمسلم: “كان يصوم شعبان كله،
كان يصوم شعبان إلا قليلا”، فكأن صيام شعبان كالتمرين على صيام رمضان، لئلا يدخل المؤمن في صوم
رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرّن على الصيام واعتاده فيدخل رمضان بقوة ونشاط،
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور
ما تصوم من شعبان، فقال: “ذاك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال
إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”.

فرصة للإعداد

ينبهك الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه أن شعبان بين شهرين عظيمين الشهر الحرام: رجب، وشهر الصيام
رمضان، وأن الناس قد اشتغلت بهما عنه، فهو شهر يغفل عنه حتى العباد فكأنهم يدخرون قوتهم في الصيام لشهر الصيام،
رغم أنه تهيئة لما بعده، لو أعطاه العابد حقه لأصبح هذا الشهر الذي يغفل عنه كثير من الناس بمثابة دفعة قوية وحركة
تأهلية لمزيد من الطاعة والخير في رمضان.

وشعبان فرصتك لكي تقلع عن كل ما يعيق عودتك إلى الله، وهو فرصتك لإعداد نفسك قبل قدوم الشهر الكريم،
فرصتك لتجعل شهر شعبان فرصة للتدريب على العبادات العظيمة واختبار جلد النفس وصبرها وقوتها على المجاهدة،
فسنة الله في كونه التدرج، وهكذا نفوسنا تحتاج لأن ندخلها دورة تدريبية بحيث تعتاد الطاعات وتجاهد في المداومة
عليها، والكفّ عن المحرمات والمعاصي، وشعبان فرصة لأن تعلن التوبة وتشغل القلب واللسان والجوارح بالطاعات
وتعقد العزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها ،
يقول تعالى: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (النور: 31).

وقيامك بحق شعبان يوفر عليك أن تبدأ من نقطة الصفر في أول رمضان ويجعل سيرك في بداية الشهر قوياً نشيطاً
فتكسب العشر الأوائل وما فيهن من خير كثير، ويتصاعد عملك وتتزايد درجتك مع كل يوم جديد من رمضان
حتى تبلغ العشر الثانية فتنهل مما فيها من خير عميم، وهكذا حتى تصل إلى عشر رمضان الأخيرة وتبلغ فيها
ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة خير من ألف شهر. تنزل الملائكة والروح فيها من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر.

رفع الأعمال

وينبئك الرسول صلى الله عليه وسلم أنه شهر يرفع فيه عمل ابن آدم وخير للعابد أن يرفع عمله وهو على طاعة،
والصيام من خير الطاعات الذي يجزي الله به الصائم، وكان صلى الله عليه وسلم يصوم حتى يقال لا يفطر ويفطر
حتى يقال لا يصوم وما استكمل صيام شهر غير رمضان وما كان يصوم في شهر أكثر مما يصوم في شعبان،
ولم يكن يخرج عنه شهر حتى يصوم منه، وكان يتحرى صيام يومي الاثنين والخميس، وقال ابن عباس رضي الله عنهما
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفطر أيام البيض في سفر ولا حضر)، وكان صلى الله عليه وسلم
يحض على صيامها، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من غرة
كل شهر ثلاثة أيام)، وقالت عائشة رضي الله عنها: (لم يكن يبالي من أي الشهر صامها) ذكره مسلم ولا
تناقض بين هذه الآثار، وكان ابن رجب الحنبلي رحمه الله يقول: صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم،
وأفضل التطوع ما كان قريباً من رمضان قبله وبعده.

شهر القراء

ولما كان شعبان كالمقدّمة لرمضان فإنه يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من الصيام وقراءة القرآن، وكان الصالحون
إذا دخل شعبان فتحوا مصاحفهم وقرأوا فيها، وكانوا يقولون عن شهر شعبان شهر القراء، وكان بعضهم إذا اقبل شعبان
أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن، وكانوا يقولون: “طوبى لمن أصلح نفسه قبل رمضان”.
ويحرص الصالحون على إخراج زكاة أموالهم في شعبان لأنها من خير الطاعات في شهر يرفع فيه الله عملهم، وكان
لإخراجهم زكاة أموالهم في شعبان غرض آخر هو أن يعينوا غيرهم على طاعة الله وعبادته في رمضان.
وقيامك ليل شعبان مقدمة لازمة لك لإصلاح قيام رمضان، وهو مقدمة بلوغك حلاوة القيام في رمضان، تلك الحلاوة
التي يتحرق لها قلب المؤمن العابد حين يفقدها بعدما يذهب رمضان.

وإصلاح صلاتك المكتوبة وزيادة صلاتك من النافلة، وحرصك على الجماعة وعلى الصلاة في المسجد وعلى الصلاة
في أول أوقاتها، وأن تصل رحمك وأن تبر والديك وأن تعطي مما أفاء الله عليك المحتاجين وأن تبدأ بالأقربين، وأن تكون
راجعا إلى الحق، وأن تصلح بيتك وأسرتك وأولادك، وان تكثر من ذكر الله وأن تكثر من الدعاء، وتكثر من الصلاة
على نبيك رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، والإسراع إلى كل ما هو خير، وعلى الجملة تكثر من الأعمال الصالحة،
وكل ذلك تحضير لصلاح أمرك كله في رمضان، ويدخلك في حلقة الفائزين بإذن الله وفضله برمضان، فأبشر برمضان
يا من قمت بحق شعبان، واستبشر بقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال:
“كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان يقول: قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب
عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من
حرم خيرها فقد حرم”، فلا تضيع شعبان فتحرم نفسك من رمضان، وطوبى لمن أصلح نفسه قبل رمضان.

محمد حماد
منقول من جريدة الخليج الإمارات 8-9-2006


كيف نعيش مع القرآن في رمضان(منقول)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل شهر رمضان سيد الشهور، وضاعف فيه الحسنات والأجور، وأحمده وأشكره فهو سبحانه الغفور الشكور، والصلاة والسلام على أشرف آمر ومأمور، نبينا محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم البعث والنشور.
إلى الأخ السائل: -حفظه الله تعالى- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أشكر لك ثقتك البالغة واتصالك بنا عبر موقع الإسلام اليوم، ونتمنى منك دوام الاتصال والمراسلة على الموقع، لقد قرأت رسالتك وسعدت بها جداً، وأحمد إليك الله بأن بلغنا وإياك شهر رمضان، نسأل الله أن يعيده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة، وأن يجعلنا ممن صامه وقامه إيماناً واحتساباً إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أما بالنسبة لسؤالك فهذا جوابه، وقد نقلته لك من كتابي (واحات الإيمان في ظلال شهر رمضان(1/86-91) وهذا نص ما قلت:

شهر رمضان شهر نزول القرآن والكتب السماوية





عن واثلة بن الأسقع- رضي الله عنه- عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: (أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضت من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان): رواه الطبراني في الكبير عن واثلة، وأحمد في مسنده وابن عساكر، وحسنه الألباني صحيح الجامع رقم(1509).
قال تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ..."[البقرة: من الآية185]، وقال تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ"[القدر:1]، وقال تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ"[الدخان: من الآية3].
عن ابن عباس – رضي الله عنهما- قال: "أنزل القرآن جملة من الذكر" أي: اللوح المحفوظ، في ليلة أربع وعشرين من رمضان، وهي عند ابن عباس ليلة القدر والوتر من العشر الأواخر، وكما يقول ابن تيمية: قد يكون باعتبار ما مضى من الشهر أو باعتبار ما بقي، فجعل في بيت العزة] أ.هـ.
وعنه أيضاً قال: "أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا، جملة واحدة، ثم فُرِّق في السنين بعد"، قال: وتلا ابن عباس – رضي الله عنهما- هذه الآية: "فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ"[الواقعة:75]، قال: نزل مفرقاً.
وعن سعيد بن جبير – رحمه الله-: (نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر في شهر رمضان، فجعل في سماء الدنيا).
قال ابن جرير الطبري – رحمه الله-: (نزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضان، ثم أنزل إلى محمد – صلى الله عليه وسلم- على ما أراد الله إنزاله إليه). تفسير الطبري(2/114-115).
وقال سفيان بن عيينة- رحمه الله- أنزل في فضله – أي رمضان القرآن، انظر التبصرة لابن الجوزي(2/73).

منزلة القرآن ومكانته





أخي الكريم: (القرآن كتاب هذه الأمة الخالد، الذي أخرجها من الظلمات إلى النور، فأنشأها النشأة، وبدلها من بعد خوفها أمناً، ومكَّن لها في الأرض، ووهبها مقوماتها التي بها صارت أمة، ولم تكن من قبل شيئاً، وهي بدون هذه المقومات ليست أمة، وليس لها مكان في الأرض، ولا ذكر في السماء، فلا أقل من شكر الله على نعمة هذا القرآن بالاستجابة إلى صوم الشهر الذي نزل فيه القرآن) الظلال(171-172).
نعم، (ولكن ستظل هناك فجوة عميقة بيننا وبين القرآن ما لم نتمثل فيه حسناًً، ونستحضر أن هذا القرآن خوطبت به أمة حية ذات وجود حقيقي، ووجهت به أحداث واقعية في حياة هذه الأمة، وأديرت به معركة ضخمة في داخل النفس البشرية وفي رقعة من الأرض كذلك) من وحي القلم (1/183).
فالقرآن نعمة من الله عظيمة، ومنة منه جسيمة تستلزم منا الشكر ليل نهار، ونكون بذلك مقصرين غاية التقصير.
فالقرآن نور يضيء لنا الطريق في الدنيا والآخرة، والقرآن فيه الهدى والصلاح، فبه تطمئن القلوب، وتزكو النفوس، وتعلو الهمم وترتقي، وتشفى الصدور من عللها، وتسلم الأرواح والأبدان من أسقامها.
من قال به حكم، ومن حكم به عدل، ومن سار على نهجه هُدي إلى صراط مستقيم، ومن أعرض عنه قُيِّض له شيطاناً فهو له قرين، قال تعالى: "وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ"[الزخرف:36].
(وأسوأ ما يصنعه قرين بقرين أن يصده على السبيل الواحدة القاصرة ثم لا يدعه يفيق، أو يتبين الضلال فيتوب، إنما يوهمه أنه سائر في الطريق القاصد القويم، حتى تفاجئهم النهاية وهم سادرون، هنا يفيقون كما يفيق المخمور، ويفتحون أعينهم بعد العشى والكلال والعذاب كامل لا تخففه الشركة، ولا يتقاسمه الشركان فيهون) الظلال
(5/3189-3190).
قال تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طـه:124].
(إن الحياة المقطوعة الصلة بالله ورحمته الواسعة ضنك مهما يكن فيها من سعة ومتاع، إنه ضنك الانقطاع عن الاتصال بالله والاطمئنان إلى حماه، ضنك الحيرة والقلق، ضنك الحرص والحذر: الحرص على ما في اليد، والحذر من الفوت، ضنك الجري وراء بارق المطالع والحسرة على كل ما يفوت.
لقد أسرف وخسر كل من أعرض عن ذكر الله، فألقى بالهدى من بين يديه وهو أنفس ثراء وذخر) الظلال(4/2355).
فيا أخي الحبيب: ليكن لك نصيب مع القرآن في هذا الشهر الذي أنزل فيه، وليكن لك في رسولك – صلى الله عليه وسلم- الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة، ففي الصحيحين عن ابن عباس – رضي الله عنهما- قال: "كان النبي –صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله – صلى الله عليه وسلم- حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة" البخاري (25، 1902- 3220-3554-4997)، ومسلم(7/68) (5964).

حال السلف مع القرآن في رمضان



قال ابن رجب: (دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على من هو أحفظ له، وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان) لطائف المعارف(189).
قلت: وفي الحديث دليل أيضاً على استحباب الصدقة في رمضان، وزيادة البذل والعطاء والجود والكرم في ذلك الشهر الفضيل، وذلك لشرف الزمان، والله أعلم.
قال ابن رجب: (كان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة في كل ست ليال) لطائف المعارف(191).
(كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان يختم في غير رمضان في كل ست ليال) حلية الأولياء(2/163).
(كان قتادة يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة) حلية الأولياء(2/338) ولطائف المعارف (191).
(وكان النخعي يفعل مثل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة، وفي بقية الشهر في ثلاث) لطائف المعارف(191).
قال ربيع بن سليمان: (كان محمد بن إدريس الشافعي يختم في شهر رمضان ستين ختمة، ما منها شيء إلا في صلاة) المصدر السابق.
وأخبار القوم كثيرة لكن فيما ذكر كغاية لمن أراد الهداية.
فيا أخي الكريم: لا تكن من الغافلين في هذا الشهر عن قراءة القرآن، فكن من الذاكرين له آناء الليل وأطراف النهار.
واعلم أخي الكريم: أن الصيام والقرآن يشفعان لك يوم القيامة، كما صح ذلك عن النبي –صلى الله عليه وسلم- فعن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان": رواه أحمد والطبراني في (الكبير)، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم(3882).
فيا من فرط في شهره وأضاعه، يا من بضاعته التسويف والتفريط بئست البضاعة، يا من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان، كيف ترجو ممن جعلته خصمك الشفاعة؟! لطائف المعارف(194).
ويلٌ لمن شفعاؤه خصماؤه *** والصور في يوم القيامة ينفخ.
هذا والله أعلم، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://akhawat-aljannahway.ahlamontada.com/index.htm
المستبشرة
المديرة العامة
المديرة العامة
المستبشرة


انثى عدد الرسائل : 933
العمر : 51
البلد : المدينة المنورة
دعاء : تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان 614435680

تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان   تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان Emptyالخميس 4 أكتوبر 2007 - 7:37

نزول القرآن ومدارسة جبريل للرسول في رمضان


شهر رمضان شهر خير وبركة على المسلمين ، ولو ذهبنا نعدد ونحصي بركاته وخيراته ، لما وجدنا أعظم ولا أجل من نزول القرآن الكريم فيه .

تلك المنة العظيمة ، التي ربطت الأرض بالسماء ، واستمدت البشرية بها نور هدايتها ، بعد أن كانت متخبطة في ظلمات الجهل والكفر ، قال تعالى مذكراً عباده بهذه المنة العظيمة :

{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } ( البقرة:185) ، ووصف سبحانه ليلة نزوله بالبركة ، فقال تعالى :

{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ } (الدخان:3) ووصفها بأنها ليلة ذات رفعة وشرف ، فقال سبحانه : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } ( القدر :1) .

ولبركة هذا الشهر وارتباط القرآن به ، كان جبريل عليه السلام يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فيه ، وكان النبي شديد الفرح بهذه المدارسة ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال :

" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة " متفق عليه .


وتلاوة القرآن في شهر رمضان،والإستماع إليه،ومدارسته وتدبر أحكامه من أعظم القربات التي يقترب بها الصالحون إلى الله تعالى في هذا الشهر.

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:ودل الحديث أيضا على استحباب دراسته القرآن في رمضان،والإجماع على ذلك،وعرض القرآن على ما من هو أحفظ له،وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان.

وفي حديث فاطمة-رضي الله عنها-عن أبيها صلى الله عليه وسلم أنه أخبرها:"أن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرة،وأنه عارضه في عام وفاته مرتين".
[متفق عليه]

وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن


كما قال تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الذِي أُنْزِلَ فِيْهِ القُرْآَنُ}.

[البقرة:185]

وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما:إنه أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في ليلة القدر.ويشهد لذلك قوله تعالى:{إِنَا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ}.
[القدر:1]


وقوله{إِنَا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ مُبَارَكَةٍ}.
[الدخان:3]

هذه هي إحدى بركات هذا الشهر ، وهي أعظمها وأجلها ، نسأل المولى عز وجل أن يعيننا على العمل بكتابه والقيام بحقه ، إنه على كل شيء قدير ، وبالإجابة جدير ، والحمد لله رب العالمين..
رمضان مدرسة لتجديد الإيمان :
---------------------------------

رمضان بالنسبة للمسلم محطة يتزود منها بالإيمان الذي يعينه في رحلته إلى الله.

وفي السنة النبوية آداب عظيمة في استقبال هذا الشهر، وكيفية التعامل معه، والاستفادة من أوقاته الثمينة.

وفي هذه المادة بيان لواقع الناس مع هذا الشهر، واختلافهم في الاستعداد له.

فمنهم من يفرح بحلوله ويستعد له بالأعمال الصالحات، ومنهم من يستعد له بأصناف المأكولات، والسهر أمام الفضائيات!

كما احتوت هذه المادة على واجبات الأمة في الاقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في الاستعداد لرمضان، وقضاء أوقاته في العبادات المختلفة.


واقع الأمة مع شهر رمضان :
---------------------------




الحمد لله يمن على عباده بمواسم الخير أفراحاً، ويدفع عنهم بلطفه أسباب الردى شروراً وأتراحاً، أحمده تعالى وأشكره شكراً يتجدد ويتألق غدواً ورواحاً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مبدع الكائنات أرواحاً وأشباحاً، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله رافع لواء الدين دعوة وإصلاحاً، والهادي إلى طريق الرشاد سعادة وفلاحاً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خيار هذه الأمة تقىً وصلاحاً، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقبت الليالي والأيام مساءً وصباحاً، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله جل وعلا، فهي العدة العتيدة لمن رام خيراً وصلاحاً، ونشد عزاً وفلاحاً، وقصد براً وتوفيقاً ونجاحاً.

أيها المسلمون: أرأيتم بماذا تقاس أفراح أهل الإيمان؟

إنها أفراح علوية، ومسرات روحية، تطلق النفوس من قيد المطامع الشخصية، وتحررها من أسر الأغراض المادية، وتحلق بها في آفاق أسمى وأولى، وتترقى بها في طموحاتٍ أرحب وأعلى، لذلك كانت أفراح أهل الإيمان عن الملذات تتسامى، وعن المشتهيات تترفع وتتعالى، أفراح المؤمنين تتجدد بتجدد مواسم الخير والعطاء، ومناسبات الطهر والصفاء، والمحبة والمودة والإخاء، والبر والسعادة والهناء.......


فرحة الأمة بحلول هذا الشهر الكريم


إخوة الإسلام: ويا لها من فرحة غامرة تعيشها الأمة الإسلامية هذه الأيام، فهي إزاء دورة جديدة من دورات الفلك السيار، والزمن الدوار، وإن في مرور الليالي والأيام لعبراً، وفي تصرم الشهور والأعوام لمزدجراً ومدكراً.


تمر الأيام وما أسرعها! وتمضي الشهور وما أعجلها! ويطل علينا موسمٌ كريم، وشهر عظيم، ويفد علينا وافدٌ حبيب وضيف عزيز، فبعد ساعاتٍ معدودات يهل علينا شهر رمضان المبارك بأجوائه العبقة، وأيامه المباركة الوضاءة، ولياليه الغر المتلألئة، ونظامه الفريد المتميز، وأحكامه وحِكَمه السامية.

هو من فضل الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة لما له من الخصائص والمزايا، ولما أعطيت فيه أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم من الهبات وخصت فيه من الكرامات، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

{إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وأغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين }.

فيا لها من فرصة عظيمة، ومناسبة كريمة، تصفو فيها النفوس، وتهفو إليها الأرواح، وتكثر فيها دواعي الخير، تفتح الجنات، وتتنزل الرحمات، وترفع الدرجات، وتغفر الزلات، وتحط الأوزار والخطيئات، يجزل الله فيها العطايا والمواهب، ويفتح أبواب الخير لكل راغب، ويعظم أسباب التوفيق لكل طالب، فلله الحمد والشكر على جزيل نعمائه، وترادف مننه وآلائه.






حاجة الأمة لهذه الفترة الروحية :
---------------------------------



معاشر المسلمين:

إن الأفراد والأمم لمحتاجون لفترات من الراحة والصفاء لتجديد معالم الإيمان، وإصلاح ما فسد من أحوال، وعلاج ما جد من أدواء، وشهر رمضان المبارك هو الفترة الروحية التي تجد فيها هذه الأمة فرصة لاستجلاء تأريخها، وإعادة أمجادها، وإصلاح أوضاعها. إنه محطة لتعبئة القوى الروحية والخلقية التي تحتاج إليها الأمة، بل يتطلع إليها كل فردٍ في المجتمع، إنه مدرسة لتجديد الإيمان، وتهذيب الأخلاق، وتقوية الأرواح، وإصلاح النفوس، وضبط الغرائز، وكبح جماح الشهوات، إنه مضمار يتنافس فيه المتنافسون للوصول إلى قمم الفضائل، ومعالي الشمائل، وبه تتجلى وحدة الأمة الإسلامية.

الصيام مدرسة للبذل والجود والبر والصلة، هو حقاً معين الأخلاق ورافد الرحمة، ومنهل عذب لأعمال الخير في الأمة.

فما أجدر الأمة الإسلامية وهي تستقبل شهرها أن تقوم بدورها! وتحاسب نفسها! وتراجع حساباتها! وتعيد النظر في مواقفها.

ما أحوجها إلى استلهام حكم الصيام، والاستفادة من معطياته، والنهل من معين ثمراته ونمير خيراته.





أصناف الناس في استقبال هذا الشهر الكريم :
------------------------------------------------



أمة الإسلام: بماذا عسانا أن نستقبل شهرنا الكريم، وموسمنا الأغر العظيم؟ إن الناظر في واقع الناس اليوم إزاء استقبال هذا الشهر الكريم يجدهم أصنافاً.

فمنهم: من لا يرى فيه أكثر من حرمانٍ لا داعي له، وتقليدٍ لا مبرر له، بل قد يرفع عقيرته مدعياً أنه قيودٌ ثقيلة وطقوسٌ كليلة تجاوزها عصر الحضارة وتطور الثقافة وركب المدنية الحديثة.

ومنهم من لا يرى فيه إلا جوعاً لا تتحمله البطون، وعطشاً لا تقوى عليه العروق.

ومنهم من يرى فيه موسماً سنوياً للموائد الزاخرة باللذيذ المستطاب من الطعام والشراب، وفرصة سانحة للسمر والسهر واللهو إلى هجيعٍ من الليل، بل إلى بزوغ الفجر، ممتطين صهوة الفضائيات، وما تقذف به شتى القنوات، وما تعج به شبكات المعلومات، يتبع ذلك استغراق في نومٍ عميق نهاراً، فإذا كان من ذوي الأعمال تبرم بعمله، وإذا كان من أصحاب المعاملات ساءت معاملاته وضاق عطنه، وإذا كان موظفاً ثقل عليه الالتزام بأداء مسئولياته، وقلَّ إنتاجه وعطاؤه، وغالب هذا الصنف هم من يملأ الأسواق هذه الأيام تبضعاً وتخزيناً للمواد الغذائية المتنوعة زاعمين أن ذلك يترجم الاستقبال الأمثل لرمضان.

وفي الأمة بحمد الله وهم الأكثرون إن شاء الله من يرى في رمضان غير هذا كله، وأجلَّ منه جميعه، يرون فيه دورة إيمانية تدريبية لتجديد معانٍ عظيمة في النفوس، من الإيمان العميق، والخلق القويم، والصبر الكريم، والعمل النبيل، والإيثار الجليل، والتهذيب البليغ، والإصلاح العام للأفراد والمجتمعات.






واجب الأمة تجاه هذا الشهر الكريم :
---------------------------------------



إن استقبالنا لرمضان يا عباد الله يجب أن يكون بالحمد والشكر لله جل وعلا، والفرح والاغتباط بهذا الموسم العظيم، قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58].

والتوبة والإنابة من جميع الذنوب والمعاصي، وأي عبدٍ لم يلم بشيءٍ منها؟ كما يجب الخروج من المظالم، وأداء الحقوق إلى أصحابها، وفتح باب المحاسبة الجادة للنفوس، والمراجعة الدقيقة للمواقف، والعمل على الاستفادة من أيامه ولياليه صلاحاً وإصلاحاً، بهذا الشعور والإحساس يتحقق الأمل المنشود، وتسعد الأفراد والمجتمعات بإذن الله.

أما أن يدخل رمضان ويراه بعض الناس تقليداً موروثاً وأعمالاً صورية محدودة الأثر ضعيفة العطاء، بل لعل بعضهم أن يزداد سوءاً وانحرافاً والعياذ بالله، فذلك انهزام نفسي، وعبثٌ شيطاني، له عواقبه الوخيمة على الفرد والمجتمع، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: {من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه }^ ألا فلتهنأ الأمة الإسلامية جميعاً بحلول هذا الشهر العظيم، وليهنأ المسلمون قاطبة بهذا الوافد الكريم.

إنه فرصة للطائعين للاستزادة من العمل الصالح، وفرصة للمذنبين للتوبة والإنابة، كيف لا يفرح المؤمن بفتح أبواب الجنان؟! وكيف لا يفرح المذنب بإغلاق أبواب النيران؟! يا لها من فرصٍ لا يرحم فيها إلا مرحوم، ولا يحرمها إلا محروم! ويا بشرى للمسلمين بحلول شهر الصيام والقيام!

فالله الله عباد الله في الجد والتشمير دون استثقالٍ لصيامه! واستطالة لقيامه، واستبطاءٍ لأيامه! وحذار حذار من الوقوع في نواقضه ونواقصه! أو تعاطي مفطراته الحسية والمعنوية! وقد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه صلى الله عليه وسلم قال: {من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه }^.

إخوة الإيمان! إن شهر رمضان آتٍ بعد لحظات:
---------------------------------------------------

جاء شهر الخيرات بالبركات فأكرم به من زائرٍ هو آت


فالذين يستقبلونه على أنه شهر جوعٍ ونومٍ، وحرمانٍ نهاري، وشبع وسهر ليلي، وأعمالٍ وأقوالٍ لا تجاوز اللسان، ولا يعمر به جنان، لن يستفيدوا من معطياته، ولن ينهلوا من خيراته.

وأما الذين يستقبلونه على أنه مدرسة لتجديد الإيمان، ومحطة لتهذيب الأخلاق والسلوك، وتقوية الضمائر والأرواح، وانطلاقة جادة لحياة أفضل، ومستقبلٍ أكمل، فهؤلاء هم المستثمرون على الحقيقة، قد أغذوا السير وأعدوا الحياة لتروح نسماته، والنهل من خيراته وبركاته، هؤلاء هم الخليقون بالرحمات، الحقيقون بالخيرات، الجديرون بالعطايا والهبات، المبشرون بروح الجنات، هؤلاء بإذن الله هم المعول عليهم بعد الله في صلاح الأوضاع، واستنزال النصر والعزة، وكسب الجولات، في إسعاد المجتمعات، ومواجهة التحديات.



وما أحوجنا إلى هذا الجيل الإيماني اليوم ونحن نواجه المؤامرات من قوى الشر والطغيان، وإن الغيور ليتساءل بحرقة وأسى: بأي حالٍ يستقبل إخواننا المسلمون في الأرض المباركة فلسطين شهر رمضان المبارك، وهم يواجهون العدوان اليهودي الغاشم ضد مقدسات الأمة ومقدراتها هناك؟! بأي حال يستقبل إخواننا في العقيدة على ثرى كشمير و الشيشان وفي بقاعٍ كثيرة من العالم هذا الشهر الكريم؟!......

مساعدة المحتاجين من الواجبات في هذا الشهر :
-------------------------------------------------------


إن الواجب علينا -يا عباد الله- شكر نعمة الله على ما نعيشه من أمنٍ وأمان، وأن نقدم لإخواننا المسلمين المضطهدين في دينهم في كل مكان، ما نستطيعه من دعاءٍ وبذل وعطاء لا سيما من ذوي المال واليسار، والغنى والاقتدار، في تلمس احتياجات إخوانهم الذين تربطهم بهم عقيدة الإسلام، كيف لا وقد حلَّ فينا شهر الخير والبركة، وهو شهر الجود والبذل والعطاء، فلنتحسس إخواننا المحتاجين من قريبٍ وبعيد، فنمد لهم يد العون والمساعدة، وهذا من واجب الأخوة الإسلامية.






رمضان فرصة عظيمة للتوبة والإقلاع عن الذنوب :
-------------------------------------------------



وهمسة محبٍ ناصح في أذن كل من يواقع معصية، أو يقترف خطيئة، فإن شهر رمضان فرصة للإقلاع والندم والتوبة والإنابة، وهو مدرسة الصبر والتحمل والقوة والإرادة، فلنبادر جميعاً إلى الكف عن الوقوع في أي لونٍ من ألوان المحرمات في حقوق الله أو في حقوق عباد الله، لاسيما والأجواء الإيمانية والأوقات الروحانية تعين على ذلك، كيف لا والعمر قصير، والأجل يأتي بغتة. والله المستعان.







الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الاستعداد لرمضان :
----------------------------------------------------------------



تأسوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم، فقد كان عليه الصلاة والسلام إذا جاء رمضان استعد له، لا بالمآكل والمشارب، بل بالطاعة والعبادة والجود والسخاء، فإذا هو مع ربه العبد الطائع والمنيب الخاشع، ومع عباده الرسول الجائع السخي الجواد الكريم: {وكان عليه الصلاة والسلام أجود بالخير من الريح المرسلة }^.

فيا أيها المؤمنون: استعدوا لشهر رمضان واستقبلوه بالخير والعمل الصالح.

إذا رمضان أتى مقبلاً فأقبل فبالخير يستقبل


وأعدوا أنفسكم للتخلق بأخلاقه، والاستفادة من حكمه وأسراره، فيا من يريد تجارة لن تبور، ورزقاً لا ينفد، وربحاً لا يحد ولا يعد! في هذا الشهر تدرك، وبالصيام فيه تلحق بركب الفائزين، هاهي سوق الخير نصبت فأين المتاجرون؟ وساحة العفو اتسعت فأين المتنافسون؟

هيا أيها المؤمنون: قد فتحت أبواب الجنة، فأين الراغبون؟

ويا أيها المذنبون: قد أغلقت أبواب النار، فأين التائبون توبة صادقة نصوحاً شاملة لكل جوانب الحياة؟

نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم منهم بمنه وكرمه.

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على خير الورى وأفضل من وطئ الثرى كما أمركم بذلك المولى جل وعلا، فقال تعالى قولاً كريما: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56]^ اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد بن عبد الله أبي القاسم، ما تعاقب الجديدان وتتابعت المواسم، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.



اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا يا رب العالمين، اللهم انصر به دينك وأعل به كلمتك، وأعز به أولياءك، واجمع به كلمة المسلمين على الحق يا رب العالمين، اللهم ارزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، اللهم وفق جميع ولاة المسلمين لاتباع كتابك وتحكيم سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، اللهم اجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين يا ذا الجلال والإكرام.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://akhawat-aljannahway.ahlamontada.com/index.htm
المستبشرة
المديرة العامة
المديرة العامة
المستبشرة


انثى عدد الرسائل : 933
العمر : 51
البلد : المدينة المنورة
دعاء : تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان 614435680

تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان   تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان Emptyالخميس 4 أكتوبر 2007 - 7:38

الرسول في رمضان.. القدوة العظيمة لمن يريد الثواب

كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبل شهر رمضان المبارك؟
وكيف كان يصوم الشهر الفضيل؟
وماذا كان يفعل من ألوان الطاعة لكي يحظى بمزيد من الأجر والثواب؟

الداعية الإسلامي الكبير الدكتور محمد سيد أحمد المسير الأستاذ في كلية أصول الدين في الجامعة الأزهرية يصحبنا في رحلة إيمانية مشوقة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ليوضح لنا كيف نتأسى برسول الله في أداء عبادة الصوم وكيف نحصل على مزيد من الأجر والثواب انطلاقا من قوله عليه الصلاة والسلام: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه..”.

شهر الصبر

في حديث صحيح عن سلمان رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر. جعل الله تعالى صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد رزق المؤمن فيه، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء. قالوا: يا رسول الله، أليس كلنا يجد ما يفطر الصائم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطي الله عز وجل هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن.

وهذا شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، فمن خفف عن مملوكه فيه غفر الله تعالى له وأعتقه من النار، استكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم عز وجل، وخصلتين لا غنى لكم عنهما.. أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم عز وجل فشهادة أن لا إله إلا الله وأن تستغفروه، وأما الخصلتان اللتان لا غنى لكم عنهما فتسألون الله تعالى الجنة وتعوذون به من النار.. ومن سقى صائما سقاه الله تعالى من حوض شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة”.

أخلاق الصيام

يقول الدكتور المسير: هذه الخطبة الجامعة في كيفية استقبال رمضان وما ينبغي للمسلم أن يفعله فيه واضحة المعنى، استوعبت كل ما يمكن أن يوجه إلى المسلمين لاستقبال شهر رمضان.. والتهيؤ لهذه العبادة الروحية السامية.

لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخلاق الصائمين، وبين لنا عظم فضل رمضان، وحثنا على أبواب الخير التي تتجلى في هذا الشهر الكريم فقال عليه الصلاة والسلام: “إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين” وهذا الحديث الشريف إشارة إلى مسالك البر وفضائل النفس التي تكتسب في هذه الأيام المباركة، فقد حظي هذا الشهر بألوان من الطاعات والخيرات لا تقع مجتمعة إلا فيه.. والصيام يحقق الخشية من الله والرقابة الذاتية التي تجعل المسلم يدع طعامه وشرابه من أجل الله، وتلك الفضيلة هي المقصودة من وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للشباب حين قال
“يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”.

فهذه الوصية الكريمة ليس مقصودا بها القضاء على الغريزة فذلك غير وارد، وإنما هي الحكمة السامية لمدرسة الصيام حيث يتعلم المسلم عزيمة الرشد ويقظة الضمير.

كذلك فإن من شأن الصائمين أن يتخلقوا بأخلاق الله، ويتأدبوا بأدب رسوله، ليكون الوقار والسكينة شعارهم، فلا تصدر إلا الكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة، ولا تكن النفوس إلا الألفة والمحبة والصفاء.. ومن هنا نفهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”.

ونفهم أيضا توجيهه عليه الصلاة والسلام لمعشر الصائمين “فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم”.. وفي هذا إشارة إلى حسن المعاشرة، وإصلاح ذات البين، وتأليف القلوب، وحسن الاعتذار.

والمراد بقوله “إني امرؤ صائم” أن يقولها الصائم بلسانه جهرا ليسمعه الشاتم والمقاتل فينزجر غالبا أو يقولها في نفسه ليمنعها من مقابلة الشر بمثله ويصون صومه.. وأخلاق الصائم لا تقتصر على شهر رمضان، وإنما هي مطلوبة في كل وقت وحين ولكنها تتأكد في رمضان وبصيام رمضان.

إفطار الرسول وسحوره
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم يكن فعلى تمرات، فإن لم يكن حسا حسوات من ماء.. وورد عن عدد التمرات أنها ثلاث.
وهذا كما يقول الدكتور المسير أدب نقتدي فيه بالرسول الكريم، وهو تعجيل الفطر عقب تحقق غروب الشمس، فذلك أنشط للصائم، لأن الإنسان بعد أداء صيام اليوم قد يعتريه فتور لا يتناسب معه أداء صلاة المغرب على الفور.. وأيضا فإن استشعار المسلم بأداء الصوم يقتضي أن يعلم بانتهاء الوقت المحدد وأن يخرج من الصوم لكي يفرح بتوفيق الله له، وهذا الخروج من الصوم لا يتحقق إلا بتناول الطعام الذي كان محظورا عليه.. ويتحقق تعجيل الفطر بتناول أي شيء يقطع الصوم كتمرات أو بعض الماء، ثم يصلي المغرب، وبعدها يتناول طعامه بالكامل.

ولا بأس من أن يتم الإنسان فطره كاملا ثم يصلي المغرب إذا كان في حاجة إلى الطعام ويشق عليه إحسان الصلاة مع انتظار الطعام.

وإذا كان من أدب الرسول الكريم تعجيل الفطر فإن تأخير السحور هدى نبوي كريم.. وفي الحديث الصحيح: “تسحروا فإن في السحور بركة” وفي حديث آخر يقول “لا تزال أمتي بخير ما عجلوا بالفطر وأخروا السحور” والبركة في تأخير السحور ظاهرة، لأن يقوى على الصيام ويخفف المشقة، ولأنه يتضمن الاستيقاظ والذكر والدعاء في ذلك الوقت الشريف وقت تنزل الرحمات والنفحات، وفيه التأهب لصلاة الفجر.

المعاشرة الزوجية


جاء في حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه فقال: يا رسول الله، تدركني الصلاة وأنا جنب.. أفأصوم؟ فقال عليه الصلاة والسلام: وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم.. فقال الرجل: لست مثلنا يا رسول الله، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال عليه الصلاة والسلام: والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي”.

هذا الحوار مع الرسول الكريم يبين حكما شرعيا يتعلق بمن أدركه الفجر في رمضان وهو جنب لم يغتسل.. ما حكمه؟

يقول الدكتور المسير: من المعلوم فقها أن الصيام في مفهومه الشرعي هو الامتناع عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التعبد لله سبحانه وتعالى، ولا يشترط له الطهارة الفعلية، وقد أباح الله تعالى الأكل والشرب والمعاشرة الزوجية إلى طلوع الفجر فقال: “فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر”.

ومعلوم أنه إذا جاز الجماع إلى طلوع الفجر لزم منه أن يصبح الإنسان جنبا ويصح صومه لقوله تعالى “ثم أتموا الصيام إلى الليل”.. والحديث الذي معنا يوضح هذه الحقيقة.. وعندما حاول الرجل أن يتعلل ويقول: لست مثلنا يا رسول الله فقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر بين له الرسول صلى الله عليه وسلم أن مواقف الالتزام أمام شرع الله عامة بلا تفرقة، وأن الرسول الكريم أحرى الناس بهذا الالتزام وأكثرهم دقة في تحري الحلال والحرام.

وقد وردت روايات صحيحة عن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما بهذه الحقيقة فقالتا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من جماع غير احتلام في رمضان ثم يصوم.


منقوول للفائده
سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان

إن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم عطرة فواحة بالنفحات في كل الأمكنة والأزمنة فقد كان صلى الله عليه وسلم يبدأ الشهر الفضيل بالدعاء الصالح فقد كان إذا رأى هلال رمضان قال:
"اللهم اجعله هلال رشد وخير. آمنت بالذي خلقك" يقولها ثلاث مرات ثم يقول :"الحمد لله الذي ذهب بشهر شعبان وأتى برمضان" .
وفي باقي الشهر كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس كما ورد في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة وخرج الإمام أحمد بزيادة في آخر وهي :"لا يسأل عن شئ إلا أعطاه" .
وكان صلى الله عليه وسلم جوده بجميع أنواع الجود من بذل العلم والمال وبذل نفسه لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده وإيصال النفع إليهم لكب الطرق من إطعام جائعهم ووعظ جاهلهم وقضاء حوائجهم وتحمل أثقالهم . فقد كان صلى الله عليه وسلم كما دلت الأحاديث يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة .
وفي تضاعف جوده صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان فوائد كثيرة : منها شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه وفي الترمذي عن أنس مرفوعا
"أفضل الصدقة صدقة في رمضان" ، ومنها : إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم فيستوجب المعين لهم . ولذا فالجمع بين الصيام والصدقة أبلغ في تكفير الخطايا واتقاء جهنم والمباعدة عنها خصوصا إذا ضم إلى ذلك قيام الليل .
فالصيام والقيام والصدقة تأخذ بيد الصائم إلى الجنة ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر : أنا . قال: ومن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر : أنا قال: من تصدق بصدقة ؟ قال أبو بكر : أنا . "قال فمن عاد مريضا ؟ قال أبو بكر : أنا . قال : "ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة" .
وكان من سيرته صلى الله عليه وسلم في الشهر الكريم الإكثار من تلاوة القرآن الكريم وفي حديث فاطمة عن أبيها صلى الله عليه وسلم أنه أخبرها أن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرة وأنه عارضه في وفاته مرتين.
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه أن المدارسة بينه وبين جبريل عليه السلام كانت ليلا فدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلا كما يقول ابن رجب الحنبلي: ففي الليل تنقطع الشواغل وتجتمع فيه الهمم ويتوطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال سبحانه
"إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلا"[المزمل:60] . وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن كما قال تعالى 
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ  [البقرة: 185] أي أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلأى بيت العزة في السماء ، ويشهد لذلك قوله تعالى :  إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ  [القدر: 1] وقوله سبحانه :
 إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ  [الدخان: 3].
وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم إطالة القراءة في قيام رمضان أكثر من غيره ، يقول حذيفة كما هو في مسند الإمام أحمد : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقرأ (البقرة) ثم (آل عمران) ثم (النساء) لا يمر بآية تخويف إلا وقف وسأل قال فما صلى الركعتين حتى جاءه بلال فأذنه بالصلاة .
وقد روي عن أبي ذر – كما خرجه أصحاب السنن –
"إن النبي صلى الله عليه وسلم قام ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل وليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل فقالوا لو نقلتنا بقية ليلتنا فقال : إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له بقية ليلته" .
وهذا يدل على أن قيام ثلث الليل يكتب به قيام الليل كله لكن مع الإمام وكان الإمام أحمد يأخذ بهذا الحديث ويصلي مع الإمام حتى ينصرف ولا ينصرف حتى ينصرف الإمام .
وقال بعض السلف : من قام نصف الليل فقد قام الليل ، وفي سنن أبي داود عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

"من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب مع القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين" يعني أنه يكتب له قنطاران من الأجر.
ولذلك كان بعض السلف يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال وبعضهم كل سبع وبعضهم في كل عشر وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة وكان الأسود يقرأ القرآن كل ليلتين من رمضان وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الآواخر خاصة .
وكان من سيرته صلى الله عليه وسلم الاجتهاد في العبادة والدعاء في العشر الآواخر من رمضان حيث كان يخصها بإحياء الليل كله وخاصة في الوتر منها التي ترجى فيها ليلة القدر حيث قال صلى الله عليه وسلم :
"تحروا ليلة القدر في العشر في العشر الأواخر من رمضان"
وفي رواية البخاري "في الوتر من العشر الأواخر من رمضان".
اللهم ثبتنا على الحق وثبت الحق بنا اللهم وفقنا للقيام بطاعتك على الوجه الذي يرضيك عنا وزك نفوسنا وأقوالنا وأفعالنا وطهرنا من سوء العقيدة والقول والعمل إنك جواد كريم .
المراجع :-
كتاب معالم شهر الصيام

للدكتور/ أحمد عبد الرحيم السايح وللدكتور/ أحمد عبده عوض
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://akhawat-aljannahway.ahlamontada.com/index.htm
ام جنه
إدارة المنتدى
إدارة المنتدى
ام جنه


انثى عدد الرسائل : 3944
العمر : 43
البلد : مصر
العمل/الترفيه : محفظة قرءان
دعاء : تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان 614435680

تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان   تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان Emptyالإثنين 5 نوفمبر 2007 - 3:22

بوركت جهودك يا حبيبه
اللهم ارزقنا اتباع هديه صلي الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تعامله صلى الله عليه وسلم مع شهر رمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تعامله صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته
» تعامله صلى الله عليه وسلم مع الوحي
» تعامله صلى الله عليه وسلم مع النصارى
» تعامله صلى الله عليه وسلم مع الأسرى
» تعامله صلى الله عليه وسلم مع أمته

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات القصواء الإسلامية  :: 
منتديات التاريخ الإسلامي
 :: منتدى السيرة النبوية
-
انتقل الى: