معاملة النبي صلى الله عليه وسلم مع النصارى
كانت معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم للنصارى،معاملة متحضرة وراقية
ويظهر ذلك من خلال رسالة الرسول الكريم إلى النصارى والتي أشهد عليها
صحابته وكتبت في اليوم الثالث من المحرم في السنة الثانية من الهجرة
وهذه الرسالة ورد فيها:
"متى كان راهب أو سائح مجتمعا في جبل أو واد أو مغارة أو معمور
أو سهل أو كنيسة أو معبد فنحن من ورائهم وهم في ذمتنا.
فلا يسلب أحد سياحهم، ولا يهدم بيتا من بيوت كنائسهم،
ولا يتلفه، ولا يدخل شيئا منه إلى بيوت المسلمين... وإني أحفظ ذمتهم
في البر والبحر والمشرق والمغرب والشمال والجنوب أينما كانوا.
وهم في ذمتي وميثاق أماني من جميع ما يكرهون".
كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم في هذه الرسالة قوله:
"لا يكلفهم أحد بسفر، أو يلزمهم بحرب أو نقل سلاح،
إنما المسلمون يحاربون عنهم ولا يجادلونهم إلا على أحسن وجه،
فيعيشوا مرحومين، ويمنع عنهم ما يكدرهم أو يضيق عليهم أينما كانوا،
وتحترم كنائسهم فلا يمنعون من تعميرها أو ترميمها،
ولا أحد من الأمة يخالف هذا العهد إلى يوم القيامة
تلك هي معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم للنصارى،
ولنا فى رسولنا أسوة حسنة
أمر وفد النصارى الذين أسلموا
قال ابن إسحاق : ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة ، عشرون رجلا أو قريب من ذلك من النصارى ، حين بلغهم خبره من الحبشة ، فوجدوه في المسجد فجلسوا إليه وكلموه وسألوه ورجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة ;
فلما فرغوا من مسألة رسول الله صلى الله عليه وسلم عما أرادوا ، دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل وتلا عليهم القرآن .
فلما سمعوا القرآن فاضت أعينهم من الدمع ثم استجابوا لله وآمنوا به وصدقوه وعرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره .
فلما قاموا عنه اعترضهم أبو جهل بن هشام في نفر من قريش ، فقالوا لهم خيبكم الله من ركب بعثكم من وراءكم من أهل دينكم ترتادون لهم لتأتوهم بخبر الرجل فلم تطمئن مجالسكم عنده حتى فارقتم دينكم وصدقتموه بما قال ما نعلم ركبا أحمق منكم .
أو كما قالوا . فقالوا لهم سلام عليكم لا نجاهلكم لنا ما نحن عليه ولكم ما أنتم عليه لم نأل أنفسنا خيرا.
ويقال إن النفر من النصارى من أهل نجران ، فالله أعلم أي ذلك كان . فيقال - والله أعلم - فيهم نزلت هؤلاء الآيات الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين إلى قوله لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين
قال ابن إسحاق : وقد سألت ابن شهاب الزهري عن هؤلاء الآيات فيمن أنزلن فقال لي : ما أسمع من علمائنا أنهن أنزلن في النجاشي وأصحابه . والآية من سورة المائدة من قوله ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون إلى قوله فاكتبنا مع الشاهدين .