" ماما أنا عاوز أصوم زيك " قبل أن تجيبي طلب طفلك للصوم بالرفض فكري أولاً هل سنه مناسب أم لا ؟ واعلمي أيضاً أن عمره إن صغيراً فإنك هكذا تنزعين منه ثقته بنفسه وبقدراته.
الدكتور يحيي الجمل أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس يؤكد أن الصوم رياضة روحية يجب ألا نحرم أطفالنا منها خصوصا من هم دون سن التكليف. ولكن يجب مراعاة بعض النقاط التي تجعل من الصيام متعة يحبها الطفل ويترقبها عاما بعد عام والتي أهمها: القدرة في تعويده علي الصيام مبكراً بحيث يبدأ ذلك في سن6 سنوات, وأن نتدرج أيضاً في عدد أيام الصيام وساعاته حتى نعود أنسجة وأجهزة جسم الطفل علي الحرمان التدريجي من الماء والطاقة، ومن عناصر النمو اللازمة أيضاً لهذه الأجهزة. وحتي لايؤدي الجوع والعطش الشديد خصوصاً في الأيام الحارة إلي التأثير علي نفسية الطفل ويسبب نتائج عكسية في علاقته بالصيام فيمكن الصوم في سن6 سنوات يومين أسبوعيا ويفطر مع آذان الظهر.
ثم تزداد عدد أيام صيامه سنوياً حتي بلوغه سن9 سنوات وهنا يمكن أن نزيد من ساعات صيامه ليفطر مع آذان العصر.. وهكذا حتي يصل الطفل للتكليف وهو سن البلوغ.. فيكون قادرا علي صيام شهر رمضان كاملا.
ابعديه عن المجهود البدني
أما أثناء ساعات صوم الطفل فينصح د. يحيي - حسب ما ورد بصحيفة الأهرام - بضرورة الإقلال من مجهوده البدني قدر الإمكان وأن يتجنب الجري ولعب الكرة وإفهامه أن هذا الجهد يؤدي إلي زيادة إفراز العرق خصوصا في الأيام الحارة مما قد يصيبه بالجفاف والإحساس بالعطش الشديد، كما أن زيادة المجهود العضلي يؤدي إلي إحساسه بالجوع فلا يقدر علي الاستمرار في الصيام، ويجب تشجيعه بعد عودته من المدرسة علي الاسترخاء قليلا، ثم يبدأ في أداء واجباته المدرسية إذا كان قادرا ذهنيا وجسمانيا عليها، أو أخذ قسط من النوم حتي موعد الإفطار.
غذاء طفلك في رمضان
هذا ويشير الدكتور يحيى الجمل إلى ضرورة احتواء إفطار الطفل على كمية كافية من العناصر الغذائية تكفيه طوال اليوم مثل السكريات والنشويات كالأرز والمكرونة والخبز والحلوى, والمواد البروتينية اللازمة لبناء الأنسجة مثل اللحوم والبقول ومنتجات الألبان, والفيتامينات والمعادن والتي توجد في الخضراوات والفاكهة.
وينبه أيضاً إلي عدم الاندفاع في إعطاء الطفل كمية كبيرة من الماء والسوائل الأخرى في وجبة الإفطار حتي لا يشكو من الانتفاخ, وسوء الهضم، بل ينبغي أن يتناولها بكميات قليلة علي فترات متقاربة تمتد من الإفطار وحتى ميعاد السحور.
وبالنسبة لوجبة سحور الطفل فيجب تأخيرها قدر الإمكان ونركز فيها علي الأغذية التي تحتاج مدة طويلة في الهضم والامتصاص حتي نؤخر قدر الإمكان إحساس الطفل بالجوع, مثل الفول المدمس, الطعمية, الجبن, الزبد, القشطة, الخبز, والحلويات التي تعطي كمية من السعرات الحرارية، وأن يتناول في السحور كمية مناسبة من الماء.. ويحذر د. يحيي من تناول المخللات والحوادق الحريفة للأطفال وللكبار لأنها تزيد من الإحساس بالعطش أثناء الصوم.
كي لا يفقد ثقته بنفسه
هذا كما يؤكد لك خبراء التربية أن حرمان طفلك من الصيام يفقده الثقة بنفسه، حيث تمنو إرادة الصوم لدى الطفل من رغبته بتقليد قدوته سواء كانت أمه وأبيه أو معلمته في المدرسة .
يفضل إذا كان طفلك ذو سنوات ست ويذهب إلى المدرسة أن تعطه سندوتشاته واتركيه يصوم حتى الفسحة، وأفضل عمر لتعويد الطفل على الصيام عندما يبلغ تسعة أعوام فيجب تعويده على أن يصوم اليوم كله رمضان كاملاً؛ لأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر ولا تكتفي بالصوم فقط في هذا السن بل ادعيه لصلاة التراويح، وإخراج جزء بسيط من مصروفه على سبيل الصدقة ليشعر بالفقراء، ولا تنسي أن تخبريه بأن قراءة القرآن في هذه الأيام المباركة لها عظيم الأجر والثواب .
اشرحي له فوائد الصوم
في حالة أنك أنت التي تريدين ترغيب ابنك في الصيام يجب أن تأخذينه باللين والرقة، وأكدي له أن الله - عز وجل شأنه - قد فرض علينا الصيام كي نشعر بمدي جوع الفقراء حتى نحسن عليهم، هذا إلا أن رمضان فرصة عظيمة للتوبة والحرص على الصلاة ففيه يثقل الإنسان ميزانه حسناته وأعماله الصالة التي تدخله الجنة، ولكن ضعي في حسبانك يا عزيزتي أن ابنك لن يفهم هذا الحديث قبل أن يتم سبع سنوات أو ثماني على الأقل .
علميه معنى الصوم
هذا كما ترى الدكتورة "نسرين بغدادي" أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، أن رمضان فيه الكثير من الحكم والعبر التي يجب أن تنقل للطفل.. أولها معني الصيام وهو الإحساس بالفقير.. ثم معني الزكاة والتصدق والتكافل، ثم الإكثار من العبادات.
فالطفل يجب أن يتعلم أن يصلي بالمسجد وكيف يقرأ القرآن.. فمعني الصوم السطحي وهو الامتناع عن الأكل والشراب ليس هدف شهر رمضان، بل التقوي وإصلاح السلوك هو الهدف الأكبر.
لا تفرضي الصوم عليه
وإياك أن تجبري طفلك على الصيام إن لم يكن له الرغبة في ذلك وثقي أن العصبية والحزم لن ينتج عنهما إلا العناد؛ وضعي في حسبانك أن ابنك غير مفروض عليه الصيام قبل البلوغ فلا تقسي عليه فينفر ويفر من العبادات الصالحة .
ويؤكد الدكتور "عبد المعطي بيومي" عميد كلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الطفل غير البالغ لا يفرض عليه الصيام، ولا يوجد نص صريح يلزم الطفل بالصيام؛ فالصيام للشخص البالغ القادر فقط.
ويضيف : أما إذا صام الطفل فلا ضرر وله ثوابه، والنص القرآني صريح يقول : "وما تفعله من خير يعلمه الله" ؛ أي حتي لو صام الطفل بعض يوم فله أجره وثوابه.
وينصح كل أسرة بأن تلزم طفلها عند الصيام بالصوم المتتابع أي أن تكون مدة صيامه واحدة طوال الشهر فلو صام اليوم كاملاً يكمل الشهر هكذا ولو صام نصف يوم يكمل الشهر هكذا أو يصوم حتى يعجز، فشرط التتابع ضروري مع النية.
منقول